منتدى علاء الدين السابع الدولي لسفراء العلم والتميز
نقد ما بعد الحداثة Aladdin.7olm
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو ا معنا
او التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام إلى أسرة منتدى علاء الدين السابع الدولي لسفراء العلم والتميز التابعة لأكاديمية المنارة الدولية للإبداع الفكري
سنتشرف بتسجيلك و رؤيتك لبعض الأقسام والروابط المحجوبة عن الزوار
شكرا نقد ما بعد الحداثة 829894
[b]ادارة المنتدى نقد ما بعد الحداثة 103798[/b
منتدى علاء الدين السابع الدولي لسفراء العلم والتميز
نقد ما بعد الحداثة Aladdin.7olm
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو ا معنا
او التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام إلى أسرة منتدى علاء الدين السابع الدولي لسفراء العلم والتميز التابعة لأكاديمية المنارة الدولية للإبداع الفكري
سنتشرف بتسجيلك و رؤيتك لبعض الأقسام والروابط المحجوبة عن الزوار
شكرا نقد ما بعد الحداثة 829894
[b]ادارة المنتدى نقد ما بعد الحداثة 103798[/b
منتدى علاء الدين السابع الدولي لسفراء العلم والتميز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى علمي تربوي تنموي يفيد جميع شرائح المجتمع الإسلامي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
إن أعظم اكتشاف هو أن الإنسان يمكن أن يغير حياته إذا ما استطاع أن يغير اتجاهاته العقلية..ما سعى إليه الإنسان يكمن في ذاته هو أما العادي فيسعى لما لدى الآخرين...النجاح حلم الجميع ..ولكن الطريق إليه يحتاج إلى قرار..لهذا ينبغي للمرء أن يكوِّن نفسه على الدوام من خلال حضوره دورات و ورشات تعرضها عليكم مراكز التدريب المتخصصة.. إعلانات صديقة:..تعلن أكاديمية المنارة للإبداع الفكري عن تنظيم مختلف فروعها لبرامجها المتعددة في جميع التخصصات التنمية البشرية والاستشارات والخدمات التعليمية وتعرض عليكم على مستوى الوطن دورات متخصصة للتطوير والتنمية الذاتية،... أدعــيه.. دعاء قبل المذاكرة: اللَّهم إنِّي أسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين، اللَّهم اجعل ألسنتناعامره بذكرك وقلوبنا بخشيتك وأسرارنا بطاعتك إنَّك على كلِّ شيءٍ قدير وحسبنا الله ونعمالوكيل. دعاء عند الدراسة:اللَّهم إنِّي أسألك التَّوفيق والسَّدادفي عملي وعلمي، اللَّهم بارك لي في عملي  وعلمي، اللَّهم بارك لي في علمي وثبته في قلبيوعقلي وذكرني منه ما نسيت. دعاء بعد الدراسة:اللَّهم إنِّي أستودعك ما قرأتوما حفظت فردَّه لي عند حاجتي إليه.

  

Alger


 

 نقد ما بعد الحداثة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الدكتور أبوعلاء الدين
المدير العام
المدير العام
الدكتور أبوعلاء الدين


الوسام1 المدير العام
ذكر
المزاج : ممتازة
المهنة : أستاذ
الهواية : المطالعة
البلد : جزائر
الولاية أو البلدية : غليزان
أدعية مختارة اللهم صلي على نبينا محمد
عدد الرسائل عدد الرسائل : 2282
العمــــر : 49
المستوى الدراسي : دكتوراه
الإهتمامات : التنمية البشرية والتعليم
نقاط القوة: : 13804

نقد ما بعد الحداثة Empty
مُساهمةموضوع: نقد ما بعد الحداثة   نقد ما بعد الحداثة Emptyالأحد 08 نوفمبر 2009, 23:51


السلام عليكم اليوم نشرح لكم معنى

نقد ما بعد الحداثة

مقدمة
الحمد لله..
فهذا بحث مختصر عن مذهب فكري انتشر في الغرب أردت به بيان أهم جوانبه دون الدخول في تفصيلاته، بحيث يستفيد منه غير المختص. ولم يكن القصد من هذا البحث الدراسة المتعمقة أو المناقشة المفصلة للآراء بل تقديم فكرة مختصرة عن هذا المذهب الذي بدأ يؤثر في جوانب كثيرة من حياتنا.
تمهيد
منذ أن بدأ الإنسان الإعراض عن دين الله وهو يتخبط في دروب الفكر لاهثا في البحث عن حياة سعيدة، حياة ينشد فيها الكمال، كما يراه هو. فعقله، بطبعه، تواق إلى اكتشاف الغامض وارتياد المجهول ونزاع إلى البحث والربط بين الظواهر والبحث عن الأسباب والإبداع والابتكار. هذه خصائص وضعها الله في العقل الإنساني لتستمر وتزدهر و لتنموا الحياة على هذه الأرض.
وهو في الوقت نفسه فتنة! فتنة بما فيه من قدرات ورغبة في الانطلاق. فبعض العقول تتصور أنها قادرة على الانطلاق بلا حدود، بل يجب أن لا يكون هناك حدود. ولم يكتشف العقل تلك الحقيقة البدهية وهي أنه على سعيه وكدحه فإنه يعود من حيث بدأ. فهو كلما اكتشف شيئا وظن أنه قارب النهاية، تبين له أن ما اكتشفه إنما هو دليل آخر على محدوديته وأنه ما أوتي من العلم إلا قليلا. لكن هل هذا يجعله يتواضع ويستسلم؟ طبيعة العقل تأبى ذلك! إلا إذا خالطها خضوع الإيمان الذي يلطف من حدة ثورانها. عند ذلك تسكن إلى ربها وخالقها وتسبحه شاهدة بعظمته.. التي من آياتها عجز هذا العقل، رغم ثورته، وانقلابه إلى صاحبه حسيرا حينا بعد حين.
وربوبية الله تعالى للبشر اقتضت أن لا يجعلهم هملا.. بل يحوطهم بعنايته، وهو الذي خلقهم وعلم تكوينهم النفسي والاجتماعي (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير). ولعلمه بعجز عقولهم عن الاتفاق على ما يصلح شأنهم في هذه الحياة كان من رحمته أن أرسل لهم رسلا تسوسهم وتسلك بهم سبل النجاة في سبل الحياة المتفرقة، وختمهم بأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم ودينه الأكمل، الذي أراد منه سبحانه أن يكون باقيا إلى قيام الساعة.
ولعلمه بخصائص العقل، لم يرد من الإنسان النعرفة فقط. بل أراد منه الإيمان. فالإيمان هو نتاج المعرفة العقلية والقبول القلبي. فالنعرفة العقلية المجردة لا تنتج بالضرورة إيمانان بل قد يكون العالم متمردا متكبرا، لم يستسلم قلبه لله، كما حصل من إبليس. فهو يعلم علما أكيدا أن الله هو خالقه والمتصرف فيه، ولذلك سأله أن ينظره إلى يوم الدين، ومع ذلك لم يكن مؤمنا لفقدان عنصر التسليم. ونجد أيضا من علماء الطبيعة من يتيقن أن وراء هذا العالم المحسوس قوة غيبية تحركه، لكنه يرفض أن يؤمن بها، أي ينقاد لها قلبه ويسلم بها. وذلك هو الحجود. والله يقول عن قوم موسى (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا).
فالإنسان رغم تخبطه الشديد لعصور طويله.. إلا أنه يرفض أن ينقاد لمنهج الله وشرعه. فتراه يقودج نفسه من مهلكة إلى مهلكه، وكلما خرج من واحدة زين له شيئانه وكبرياؤه وغروره مهلكة أخرى.
والمتأمل في تيارات الفكر الإنساني قديما وحديثا يرى هذا واضحا. فلا زالت تلك التيارات تتقاذف الإنسان من طرف إلى نقيضه، والعجيب أنه في كل حالة من حالاته يؤكد أن العقل هو دليله وأن من خالفه فقد خالف العقل.
ومن تلك المذاهب الفكرية التي تخبط فها الإنسان حينا من الدهر الحداثة، ثم أعقبها بنقيضها ما بعد الحداثة. وهو في هذين التيارين كما هو في غيرهما يرى أنه على شيء! لكنه طبع في الإنسان أن يستحسن ما كان منه ويسعى في تسويغه. (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا). إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون).
ما بعدالحداثة
ما بعد الحداثة مذهب فكري قام ردة فعل للحداثة. و (ما بعد الحداثة) هي المعنى الحرفي لـPostmodernism . وتكاد تجمع المراجع على عدم إعطاء تعريف دقيق لهذا المصطلح، بل، بدلا من ذلك، تحاول تعريفه من خلال مقارنته بنقيضه وهو الحداثة Modernism . فمعرفة (الحداثة) أمر مهم في معرفة (مابعد الحداثة). ويجب التنبه إلى أن هذين المفهومين إنما نشآ في ثقافة غربية، ولذلك فالحديث عنهما سيكون ضمن نطاق تلك الثقافة.
الحداثة:
الحداثة مذهب فكري غربي، يضرب بجذوره إلى ما يسمى بعصر التنوير في التاريخ الأوربي. فالاكتشافات العلمية التي قام بها غاليليو ونيوتن في القرن الثامن عشر أقنعت العقل الأوربي أن يرفض نظرة العصور الوسطى في الغرب للطبيعة. فعندما تعارضت الاكتشافات العلمية مع مقررات الكنيسة تخلى الناس عن الكنيسة، فلم يعودوا ـ مثلا ـ يقبلون القول بأن الأرض هي مركز الكون، كما كانت تقرر الكنيسة، فأصبح الناس حداثيون، أو مستنيرين.
وبإيحاء من قوانين نيوتن الميكانيكية، صار الحداثيون ينظرون إلى الطبيعة على أنها آلة ضخمة لا تفهم حركتها إلا بفهم القوانين الطبيعية. وفتن الناس بالعلم! فاكتشفوا شيئا من القوانين التي تسير الكثير من الظواهر الطبيعية. وهي ما كان المتدينون ينسبونها إلى قدرة الله. فظهر بذلك صراع بين التيارين، التيار الديني والتيار الحداثي. وبالرغم من أن كثيرا أولئك العلماء الطبيعيين كانوا نصارى ففد بدأ يتكون لديهم شيء من القناعة أنه لم يعد هناك حاجة لـ (الإله)! أو ربما يكون قد خلق الخلق وأوكل أمر تسييره إلى تلك القوانين. وكانت هذه بداية التحول من الاعتقاد بالإله في العصور الوسطى الأوربية إلى الحداثة الملحدة، التي تنكر وجود الإله.
النظرة إلى الإنسان
الإنسان آلةبيولوجية

وفي عام 1859 خرج كتاب دارون (أصل الأنواع) واكتشف معاصره مندل اكتشافات مهمة في مجال المورثات (الجينات) وقد أدى عملهما، وهو ما يسمى الآن (نظرية التطور) ، إلى ظهور عصر جديد من العلم الطبيعي.
وقد دعمت هذه النظرية فكرة الإلحاد بشكل كبير، بل قربتها لدى كثير من الناس من أن تكون عقلانية.
ولأن الحداثة تنظر إلى الطبيعة على أنها آلة مستقلة وغير معتمدة في سيرها على إله، فقد تحدت أيضا النظرة الدينية إلى طبيعة الإنسان. فتحولت دراسة سلوك الإنسان إلى علم بيولوجي بحت، ولأنهم اعتقدوا أن الإنسان ما هو إلا جزء من آلة الطبيعة فقد انتهى بهم الأمر إلى نهاية خطيرة. فما كان الناس يعتبرونه فيما مضى خيارا أخلاقيا فهو الآن ينسب إلى أسباب بيولوجية (جينية/طبيعية) أو بيئية. وصار علماء الحداثة يؤكدون بثقة أن المورثات تفسر وتحدد أشياء مثل الإيثار أو الإدمان أو الشذوذ الجنسي أو الخيانة أو العنف.
وحيث قبل الناس التفسير البيولوجي البحت لسلوك الإنسان بدأوا بتقليل المساحة الفارقة بين الإنسان والحيوان. وغدت الصفات التي كان يظن أنها خاصة بالإنسان تعتبر بشكل واسع عامة في فصيلة الأحياء. وصار من الباحثين من يزعم أن الفرق بين دماغ الإنسان ودماغ الحيوان إنما هو فقط الحجم.
والذكاء الصناعي يصلح لأن يكون مثالا لأثر الحداثة على النظر إلى طبيعة الإنسان. وبدأ الناس يشاهدون الإنسان الآلي. ولكن ما كان يراه الناس على أنه قصص خيال علمي كان الفكر الحداثي يتعامل معه على أنه حقيقة. فما دام أن الإنسان في الأصل آلة فمن الممكن إذن صنع آلة تستطيع عمل كل شيء يصنعه الإنسان.
فالحداثة في أصلها مناقضة للدين، خاصة في مفهوم الإنسان. فعلم الاجتماع اليوم ينكر أن يكون الإنسان حرا أو متميزا. وترى الحداثة أنه لا مجال للقول بكرامة الإنسان، حيث أنه من حيث الأساس لا يختلف عن أي نوع حي آخر. ولا مجال للحرية لديهم لأنهم يرون أن تصرفات الإنسان ما هي إلا ردود فعل كيميائية تنتج عن قوانين الطبيعة الصارمة. ولأن الحداثيين يرون أن الإنسان يصاغ بعناصره البيولوجية وببيئته فهم لا يرونه إلا آلة ذات ردود أفعال واستجابات لمثيرات خارجية.
في الحداثة العقل وحده سبيل الوصول إلىالحقيقة

يرى الحداثيون، وعلى رأسهم ديكارت، أن العقل وحده كاف وقادر على الوصول إلى الحقيقة. ولذلك اتخذوا عبارة ديكارت المشهورة ـ أنا أفكر إذن أنا موجود ـ شعارا لهم. ويعتقد الحداثيون أن الناس قادرون على التفكير العقلاني المحايد وغير المتحيز. فعقولنا ـ على ما يراه الحداثيون ـ يمكنها أن تدرك وتدرس الواقع (الحقيقة) وتصل إلى نتائج موضوعية، بمعنى أنهم يعتقدون أننا قادرون على فهم الواقع حقيقة، غير متأثرين (إلى حد كبير) بتحيزنا أو سوء فهمنا أو معتقداتنا السابقة. فالنتائج التي نتوصل إليها تعكس الحقيقة كما هي في الخارج والواقع، ليس فقط افكارا في عقولنا. فالنظرة الحداثية تفترض (المذهب الطبيعي) وهي الاعتقاد القائل إن كل الظواهر يمكن تفسيرها بأسباب وقوانين طبيعية. وهذا المذهب متوافق مع المذهب الإلحادي والمذهب القائل بأن الإله تخلى عن تسيير الكون للقوانين الطبيعية، لأنه على كل من المذهبين فما نراه من الأشياء في هذا الكون ليس له أسباب غير مادية.
ولم يؤثر هذا الافتراض فقط على نظرتهم لطبيعة الإنسان بل أيضا على فهمهم لطبيعة المعرفة الإنسانية. فما دام أن الإنسان فقط كائن مادي حي (بيولوجي) فالمعرفة يجب أن تعتمد على ما تتعامل معه حواسنا المادية، وهي النظرة إلى المعرفة التي تسمي المذهب التجريبي، والتي تقول: "لا شيء يقبله العقل أو يصح في العقل ما لم يكن أولا في حواسنا." فلا طريق للمعرفة إلا من خلال الحواس: الرؤية، أو السماع أو اللمس أو التذوق أو الشم.
فالمذهب التجريبي يرى أن المعرفة لابد أن تكون ضمن نطاق ما تتعامل معه الحواس أو تدركه. وكل ما يخرج عن نطاق الحواس المادية الخمس، كالوحي أو المعرفة الفطرية، إنما هو غير علمي، ويكون من باب الإيمان. والبحث فيها خارج عن حدود المعرفة العلمية للإنسان.
فالحداثيون يرون أن الصورة التي تأتي إلينا عن طريق الحواس مطابقة تماما لما هو موجود حقيقة في الواقع خارج أذهاننا.
فالحداثة، إذن، تيار فكري عام تقوم عليه النظرة إلى الإنسان والحياة والكون. وله أثر على التربية والفن والأدب وجميع جوانب الفكر. وقد شاع في عالمنا العربي قصر هذا المذهب على الأدب ونظر إليه على أنه مذهب أدبي، مما أدى إلى ضعف مواجهة الفكر بشكل شمولي، مما جعله يتغلل أكثر في شتى نواحي الحياة. والحقيقة أن النظرة الحداثية كانت مؤثرة في كثير مجالات الحياة، فهي في مجال السياسة علمانية، وفي مجال الدين عقلانية مفرطة و"استنارة" أو إلحاد وفي مجال الأدب تحلل من قيم المجتمع وتمرد على تقاليدة وثورة عليها بما فيها اللغة. وفي مجال العلم إعلاء شأن العقل والحس واستبعاد كل أمر غيبي وعده أمرا خرافيا.
نظرة ما بعد الحداثةللإنسان

يوافق ما بعد الحداثيين الحداثيين على أن الإنسان لا يختلف عن بقية أجزاءالطبيعة. بالرغم من أنهم يتصورون الطبيعة بشكل مختلف. والفرق الأساسي بين النظرة مابعد الحداثية والنظرة الحداثية أن الحداثيين ينظرون إلى الإنسان على أنه "ترس" فيآلة طبيعية حية عظيمة، بينما يرى ما بعد الحداثيين الإنسان على أنه "ترس" في آلةإجتماعية. فهم يركزون على الأثر الاجتماعي على الإنسان وخاصة أثر اللغة، وليس علىأثر العمليات المادية والبيولوجية الطبيعية، كما يفعلالحداثيون.

العقل في ما بعد الحداثة

لكن يتساءل ما بعد الحداثيين: كيف نعرف أن الصورة التي في أذهاننا مطابقة للواقع الخارجي؟ لا يمكن هذا، على ما يرون، إلا بأن يقف الإنسان خارج نفسه ويقارن بين ما في ذهنه وما في الواقع الخارجي. وحيث أن هذا غير ممكن فليس لدينا طريقة لتأكد من أن هذه المطابقة دقيقة. فليس لدينا إلا الشك.
هذا هو أحد الأسباب التي دعت مابعدالحداثة إلى القول بأن الموضوعية التجريبية العلمية غير موجودة. فطرحوا موضوع الإدراك، كيف ندرك الواقع، وهل إحساسنا وإدراكنا يعكس الواقع الخارجي أم لا؟ كما يزعم ما بعد الحداثيين. ويستدلون بأن الناس يرون الشيء نفسه بطريقة مختلفة. ويرجعون هذا الاختلاف إلى الثقافة بمفهومها العام[1][1].
وهنا تكمن المغالطة في ادعاء ما بعد الحداثة من وجهين:
1. 1.هناك فرق بين وجود الشيء وإدراكه أو الإحساس به. فإحساسنا بالشيء أمر منفصل عنه، ولا علاقة له به. ولو قلنا إن الشيء لا يوجد حتى نحس به أو ندركه للزم الدور، فنحن لا نحس إلا الشيء الموجود والموجود لا يوجد إلا بعد إحساسنا به.
2. 2.ليس كل الأشياء يختلف إدراكها بين الناس، وليس اختلاف الإدراك على مستوى واحد. فمن الأشياء ما يتفق الناس على إدراكه والإحساس به وإن اختلفوا في بعض التفاصيل في وصفه، لكن يبقى أن أصل إدراك موجود خارج الذهن متفق عليه. فهم لا يفرقون بين الآراء والانطباعات القابلة للتفاوت أو التعارض وبين الأحكام على أشياء واقعية ملموسة ومحسوسة. ويسوق أحدهم[2][2] مثالا يبين ـ عند التأمل ـ مدى مغالطتهم يذكر فيه إن طفلا سرق من أبويه نقودا، وعندما أحسا بذلك قلقا كثيرا من هذه الحادثة، وتدارساها مع مرشد نفسي ومع مرشد ديني ومع أحد التربويين، وكل واحد من هؤلاء أعطى تفسيرا مختلفا عما يراه دافعا للولد للسرقة. ويخلص من هذا صاحب المثال إلى أن الحادثة واحدة واختلف الناس في تحديد سببها، فلو كان السبب حقيقيا لما كان هذا الخلاف. فبمثل هذا المثال السطحي والحجة الساذجة يبرر ذلك الكاتب مقولة إن الحقيقة إنما هي في الذهن وليست شيئا في الواقع خارجا عنه.
وذاتية البشر الفطرية، أي ميلهم لرؤية الأشياء من خلال وجهة نظرهم الخاصة واستنتاجهم أن نظرتهم للحقيقة صحيحة، دعت ما بعد الحداثيين للشك في موضوعية كل إدراكات البشر. فكيف يمكن أن نثق بالموضوعية بينما ليس لدينا طريقة موضوعية لفحص مصداقية إدراكاتنا.
ويطيل ما بعد الحداثيون الكلام حول اللغة وأثرها على تفكير الإنسان. ويرون أن الدراسات تؤيد انتقاداتهم لنظرة الحداثة للعقل والحرية. وكثير من فرضيات ما بعد الحداثة تصدر من حقل علم اللغة (اللغويات) الذي يبدو غامضا في بعض الأحيان.
يرى ما بعد الحداثيون أنه ليس هناك ذات مستقلة عن حقيقتنا الاجتماعية. فالثقافة والمجتمع يصنعان (وبتعبير ما بعد الحداثيين: يخلقان) الأفراد كما يخلقان أفكارهم واتجاهاتهم. ومن طرق صياغة المجتمع للأفراد اللغة.
يشير ما بعد الحداثيين إلى أن الإنسان يتفاعل دائما مع الحقيقة من خلال اللغة. فكل النشاطات العقلية، كما يزعمون، قائمة على اللغة، فنحن نفكر من خلال الكلمات ونتواصل من خلال الكلمات. والناس مرتبطون بالحقيقة من خلال الأسماء التي يعطونها لإدراكاتهم وأفكارهم. وهذه الأسماء، التي هي عبارة عن كلمات، تطلق بشكل عشوائي (أو اتفاقي) من المجتمع. وكلما ازداد أفكارنا تجريدا، وغالبا ازدادت أهمية، كلما ازددنا اعتمادا على الكلمات لإعطاء المعاني. فإذا كانت اللغة هي طريقة الناس للارتباط بالواقع فلابد إذن أن نفهم طبيعة اللغة.
ويهتم مابعد الحداثيين بجانبين من جوانب علم اللغة: علم الدلالة (Semantics)، وعلم التركيب (Syntax)، فإذا فهمنا تصور مابعد الحداثة لهذين الحقلين فسوف يسهل علينا بالتالي فهم تحليلهم للغة والحقيقة والعقل.
سجنالدلالة

يسمي أنصار ما بعد الحداثة الكلمة أو الرمز "دالا" والحقيقة التي يفترض أنها تصفها تلك الكلمة أو الرمز "مدلولا". فالكلمات بالنسبة لما بعد الحداثة عبارة عن "خريطة" بينما الحقيقة التي يفترض أن تصفها تلك الكلمات هي الأرض.
وعلم الدلالة هو علم معاني الكلمات، فهو يهتم بالعلاقة بين الكلمات والواقع. وهذا هو الموضع الذي يقع فيه الإشكال عند ما بعد الحداثيين. فهم يزعمون أن ليس لدينا السبيل للوصول إلى الأرض (الواقع) دون الخريطة (الكلمات). وحيث أننا لا نستطيع التأكد من صحة الأرض بالمقارنة بالخريطة، فلا نستطيع معرفة مدى إمكانية الاعتماد على الخريطة. فنحن متورطون في دائرة من الكلمات لا مخرج منها. فكما لا يستطيع التجريبيون الوقوف خارج ذواتهم لمقارنة إدراكات الحواس بالواقع الخارجي، كذلك مستخدمي اللغة لن يستطيعوا الخروج من عالم الكلمات للنظر في أفكارهم. فمثلا في لغة شعب الإسكيمو هناك عشرات الكلمات لـ "الثلج". بينما ليس لدينا إلا القليل. وهناك ثقافات لديها مماثل لكلمات موجودة في ثقافات أخرى، فكيف يمكن أن يفكر افراد تلك الثقافات نفس التفكير. وكيف تتطابق الحقيقة لديهما. فيزعم ما بعد الحداثيين أن كل أفراد ثقافة محصورون خارج الثقافة الأخرى. فاللغة ـ كما يزعم أحد أنصار ما بعد الحداثة ـ سجن. فلا نستطيع الخروج عن نطاق لغتنا من حيث الفكر والخبرة.
سجنالتركيب

إذا كان علم الدلالة (المعاني) يهدد (يضعف) تصورنا للواقع، فإن علم التركيب يفعل الشيء نفسه بالنسبة لاستنتاجنا reasoning حول الواقع.
"علم التركيب" هو تركيب اللغة، اي القواعد التي تحكم استخدام اللغة. ويزعم ما بعد الحداثيين أن أسلوب تركيب الجملة بتحكمه في الطريقة التي نربط بها بين الكلمات ينشئ منطقا داخل اللغة. ويمضون زاعمين أن منطق اللغة يقضي بشكل كبير على قوانين التفكير الموضوعي نفسه.
وحيث أننا نصنف الإدراكات والأفكار بناء على اللغة التي نستخدمها، والتي تختلف من حيث التركيب والمنطق اللغوي عن اللغات الأخرى، فنحن نواجه نظام تفكير مننفصل تسبب في عزلة الثقافة. ولا يقف الحد عند الزعم بأن الثقافات تقول أقوالامختلفة بل يتعدى إلى الزعم بأنها تفكر بطرق مختلفة لأن اللغة تنظم وتفسر الأفكار بشكل مختلف.
وهذا القول فيه شيء من الصحة من حيث الأساس، فطرق التفكير تختلف من لغة إلى لغة أو ثقافة إلى ثقافة، لكن ما بعد الحداثة تتطرف في الاستدلال بهذه الحقيقة حيث تزعم أنه ما دام الأمر كذلك فليس لدينا القدرة على الحكم على أفكار الثقافات الأخرى. فيزعمون أن من يفعل ذلك فإنما يفرض لغته وأنماط تفكيره على الثقافات الأخرى. وحيث أننا لا يمكن أن نقول إن لغة ما افضل من اللغة الأخرى فإننا لا نستطيع أن نقيم أو ننقد الأفكار والحقائق التي تؤديها تلك اللغة. ولذلك يرى بعض أنصار ما بعد الحداثة أنهم من غير المناسب تدريس الأقليات بلغة البلدان التي يعيشون فيها.
وبالنسبة لما بعد الحداثة فإن المشلكة ليست فقط في الاختلاف بين الثقافات، بل إن المشلكة في داخل الثقافة الواحدة: في اللغة نفسها. إننا نفهم الطبيعة أو ما حولنا من خلال إطار اللغة التي نتحدثها. وحيث أن للغة منطق قائم على أسلوب التركيب فليس لدينا طريقة لمعرفة إلى أي مدى تؤثر لغتنا في إدراكنا. فنحن نسمي أشياء نراها في الطبيعة (أسبابا) ونسمي أخرى (نتائج) لكن من أين لنا أن نتحقق من أن تلك الأشياء أسباب أو نتائج، أم أننا فقط أطلقنا تلك الكلمات بطريقة اتفاقية (عشوائية) على أشياء يمكن أن ينظر لها بطريقة مختلفة. فيزعم أنصار ما بعد الحداثة أنه ليس هناك طريقة لمعرفة ما إذا كانت قوانين اللغة هي نفس القوانين التي القوانين التي تحكم الواقع.
وفي الجملة، فمذهب ما بعد الحداثة يعتمد كثيرا على اللغة في طرحه لأفكاره، فمادامت اللغة غير قادرة على أداء المعنى، وما دام النص يمكن تفسيره بعدة تفسيرات وليس هناك مرجع معتمد لترجيح معنى على لآخر، وحتى لو حاولنا هذا الترجيح فسيكون عن طريق اللغة نفسها. وما دامت الحقيقة هي ما تؤديه هذه اللغة فليس هناك إذن حقيقة مطلقة. فما بعد الحداثة تتركنا غرقى في الشك، محاصرين بما أسموه "سجن اللغة". فالواقع ـ بالنسبة لهم ـ تبنيه أو تعرفه الثقافة واللغة ولا يكتشف بالعقل والملاحظة.[3][3]
فالإنسان بالنسبة لهم لا يولد، بل يحدد ويعرّف بواسطة مجتمعه وثقافته. والإجماع الثقافي يحدد ويعرف الواقع.
ويتساءل بعض الناقدين عما سيحدث إذا قرر أفراد ثقافة ما واتفقوا على أن جنسا من البشر ليس إنسانيا، وتعرض هذا الجنس للإبادة، كما حصل للسود في امريكا وكما حصل لغير الألمان في ألمانيا الهتلرية؟ فعلى هذا يكون تدخل أفراد ثقافة أخرى لمنع الظلم عملا عدوانيا.
إذن، فمذهب ما بعد الحداثة يقوم في الجملة على فرضية واحدة، وهي أنه ليس هناك حقيقة مطلقة، أي ليس هناك حقيقة واقعية في خارج ذهن الإنسان، توجد بذاتها سواء أمنا بها أم لم نؤمن بها، وإنما كل إنسان تنبني داخله الحقائق بفعل ثقافته ولغته. فالحقيقة عندهم بنية ثقافية. والإنسان لا يمكن له أن يتخلص من ذاتيته وليس لديه أصلا القدرة على الحكم الموضوعي بسبب ارتباط فكره بلغته.
وبناء على هذا فكل الحقائق التي تتكون لدى الناس متساوية، وليس من حق أي إنسان أن ينتقد حقائق ثقافة أخرى، وليس من حقه أن يقول إن ما لدي هو الحق وما سواه باطل.
ولذلك فموقفهم من الدين يختلف عن موقف الحداثة. ففي حين أن الحداثة ـ كما مر ـ تنظر إلى الدين على أنه أمر غير علمي، حيث أنه قائم على افتراض وجود كائنات غيبية (ميتافيزيقية) لا تدخل تحت ما يمكن التحقق منه بالحواس وإدخاله تحت نطاق التجربة. فصار في حس الحداثيين أن الدين خرافة بمعنى أنه مناقض للعلم، وإن كان بعضهم يرى أنه لاباس من أن يتخذ الإنسان تلك الخرافة دينا ويؤمن بها[4][4].
أما مذهب ما بعد الحداثة فيرى صحة جميع الأديان. لا من حيث أنه يعترف بالوحي أو بوجود الإله، بل من حيث أنها جميعا بنى ثقافية، ولا أحد يملك أن يحكم عليها بأنها خطأ. فكل أصحاب دين يعتبر دينهم حق بالنسبة لهم. لذلك لا تحارب ما بعد الحداثة الأديان بل تشجعها وتدعوا للتعايش بين الأديان جميعها دون استثناء، وترى أنها سواسية، إذ أنها ترى أنه ليس لدى أحد معيار مطلق يمكن أن يقاس به الدين الحق من الباطل.
ما بعد الحداثة والتربية

غالت الحداثة في تقدير العقل وتمجيده، وانعكس هذا على النظم التربوية التي تأثرت بها. فصار هناك تركيز شبه كامل على العلوم والمواد المتعلقة بها. واعتمدت المناهج على التجربة العلمية. ورسخ في أذهان الطلاب أن العلم هو مستقبل البشرية وهو منقذها وحلال مشاكلها. وقل الاهتمام بالدين أو عدم في كثير من الأنظمة التربوية، بحجة أنه غير علمي.
وظهر أثر هذه النظرو المتطرفة للعلم الطبيعي في بعض النظريات الإنسانية، مثل النظرية السلوكية التي تنظر للإنسان على انه سلوك خارجي تتحكم فيه البيئة. وأن سلوكه محكوم بقوانين عليمة ـ كقوانين ـ الطبيعة، وأنه يمكن عند اكتشاف هذه القوانين التحكم في سلوك الإنسان وتعديله. فصار يجرى على الإنسان التجارب كما تجرى على العناصر الطبيعية، وتجرى التجارب على الحيوان وتعمم نتائجها إلى درجة كبيرة على الإنسان.
جاءت ما بعد الحداثة، فانتقدت هذا التوجه، لكن بدلا من أن تعدل ميله قلبته رأسا على عقب! فأنكرت أن يكون هناك حقيقة مطلقه قائمة خارج الذهن، وأنكرت أن يكون العقل قادرا على الحكم الموضوعي. وإنما العقل يبني الحقيقة، ولا يكتشفها كما تقول الحداثة.
فتبنت النظرة البنائية للتعلم (constructivism) التي تقول إن الطالب يقوم ببناء المعرفة داخل ذهنه. وعليه فما بعد الحداثة ترى أنه ليست مهمة المعلم , وليس من حقه ـ أن يقوم بنقل الحقائق كما يراها هو إلى ذهن الطالب، بل يساعده في بناء حقائقه الخاصة التي يشكلها مجتمعه وثقافته.
المجال
الحداثة
مابعد الحداثة
الدين
طبيعة الإنسان
الإنسان آلة مادية، ونحن نعيش في عالم مادي (محسوس) بحت، ولا شيء وراء ما تدركه حواسنا.
البشر "تروس" في آلات إجتماعية، فنحن في الأساس كائنات اجتماعية.
الإنسان روح، وعقل وجسد. خلقه الله لعبادته وكرمه على كثير ممن خلق وسخر له ما في الأرض.
الاختيار
الإنسان حاكم نفسه وهو حر في أن يختار ما يشاء، إذا أحسن التعامل مع القوانين الطبيعية التي تحكم الكون والإنسان.
الإنسان نتاج بيئته وثقافته ومحكوم داخلهما، وهو فقط يتخيل أنه حاكم نفسه.
الإنسان له مشيئة، وهو فيها لا يحرج عن مشئية الله، فهو خالقه وخالق مشيئته، وللبيئة والثقافة أثر على الإنسان لكنه هو أيضا يؤثر فيها ويستطيع أن يرفض أثرها عليه.
العقل
العقل هو الإله، وعلى الإنسان أن يكون عقلانيا متفائلا ويعتمد على المعلومات التي تقدمها الحواس للعقل.
ليس هناك عقلانية موضوعية لا يدخلها التحيز كما تزعم الحداثة، والعقل الموضوعي خرافة
العقل نعمة من الله، وهو من أخص خصائص الإنسان. لكن لكه مجال وحدود لا يستطيع أن يعمل خارجها.
النظر إلىالتطور
(التقدم)
الإنسان يتقدم لاستعمال العقل والعلم.
"التطور" كلمة خادعة استخدمها الأوربيون لتبرير سيطرتهم على الثقافات الأخرى.
التقدم المادي التقني حاصل ولا ينكره أحد، وهو لا يعارض الدين ما دامت أهدافه نبيله ولا يضر البشرية، إلا أنه لا تلازم بين هذا النوع من التطور وتقدم البشرية الصحيح، فالبشر يتقدمون بمقدار اتباعهم لمنهج الله الذي شرعه للبشر.


نقد ما بعد الحداثة

قبل البدء في نقد ما بعد الحداثة يجب أن يعلم أنه ليس كل أطروحاتها باطلة، فكثير من اعتراضاتها على الحداثة صحيحة الأصل، بمعنى أنها صحيحة في نقد الحداثة لكنها شطت في ردة الفعل بحيث اتخذت طرفا آخر.
فمثلا نقدها للمبالغة في إعلاء قيمة العقل عند الحداثيين صواب، لكن أيضا إلغاء قيمة العقل أو التقليل من شأنه بجعله مساويا أو قريبا من عقول الحيوانات أمر مرفوض أيضا.
ويمكن إجمال الانتقادات التي وجهت لمذهب ما بعد الحداثة بالآتي:
1. 1.ما بعد الحداثة مناقضة لنفسها.
هذا أكبر نقد وجه لما بعد الحداثة. فإطلاق القول بأنه ليس هناك حقيقة مطلقة هذا في حد ذاته حقيقة مطلقة يطلب من كل الناس التسليم بها. فكيف توصل أنصار ما بعد الحداثة لهذه الحقيقة؟ وعلى أي أساس يلزمون الناس بها.
2. 2.سعي ما بعد الحداثة لإثبات عدم مصداقية العقل، مبني على قواعد عقلية. فكيف يطعنون في العقل وموضوعيته بوسائل وحجج عقلية؟! ويزعمون أنه ليس هناك أحكام موضوعية ويصدرون هذا الحكم ويعممونه كل هذا التعميم ويخطئون ما سواه.
3. 3.مع التسليم بتأثر الفرد بثقافته التي يتربى فيها، لكن تضخيمهم من أثر الثقافة على الفرد وزعمهم أن الفرد مسجون داخل ثقافته لا يسلم لهم، إذا أننا نرى أفراد يخرجون على ثقافت مجتمعاتهم ويواجهونها ويؤثرون فيها. وقد يكون لهؤلاء الإفراد تأثر بثقافات خارجية وقد يكونوا تأثروا بأمر خارج عن نطاق البشر كحال الأنبياء والوحي. فمحمد صلى الله عليه وسلم أتى بأمر جديد ليس على مجتمعه فقط بل على المجتمعات التي في عصره وجاهد الناس حتى انقادت له المجتمعات التي حوله. فكيف يقال ـ في هذه الحالة وأمثالها ـ إن الفرد سجين ثقافته.
4. 4.عجز العلم عن اكتشاف أو تفسير بعض الظواهر، لا يبرر الطعن في قدرة العلم على سبر واكتشاف كثير من الظواهر الطبيعية. فهذا العجز يدحض حجج الحداثة في إعلاء العقل وجعله حاكما مطلقا، لكنه لا يقوى على أن يكون حجة لما بعد الحداثة على إلغاء قيمته والتشكيك في جميع أحكامه.
5. 5.الجزء الصغير من المعنى الذي يفقد عند الترجمة من لغة إلى لغة أو عند تفسير النصوصن لا يلغي قيمة الجزء الأكبر الذي تنقله اللغة من المعنى، ويسد هذا النقص معرفتنا أن هناك جزءا من المعنى لا يمكن نقله.
حكم مذهب ما بعد الحداثة

من المعلوم من الدين بالضرورة أن وجود الله وملائكته وكتبه ورسله حقائق مطلقة قائمة خارج الأذهان، ولو كفر بها الناس أجمعون. وأيضا من المعلوم بالضرورة أن دين الإسلام هو الدين الحق وأن ما سواه باطل، ولا يصح إيمان شخص إلا بهذا.
وهذه أمور أجمع المسلمون عليها وأجمعوا على كفر من أنكرها. فعليه يكون مذهب ما بعد الحداثة بإنكاره أن تكون هناك حقائق مطلقة، أو أن يكون دين الإسلام هو الدين الحق، كفر واضح وصريح.
على أنه يجب التنبه إلى أن بعض الناس قد يتبنى بعض أطروحات هذا المذهب أو أفكاره الفرعية في الفن أو الأدب أو التربية، والتي لا تصل إلى حد الكفر بذاتها، دون ربط لها بأصولها وخلفياتها الفكرية الكفرية، فلا يدخل بذلك في حكم المذهب العام.


المراجع
The Death of Truth, (1996), Dennis McCallum (edit)
The Passion of the Western Mind, (1991) Richard Tarnas.
The Saturated Self, (1991) Kenneth Gergen.




[1][1] الثقافة في هذا السياق هي الثقافة بمفهومها العام الذي يعني مجموع الأفكار والمعتقدات والموروثات التي ترتبط بشعب معين.


[2][2] The Saturated Self, Gergens p.

[3][3] See: The Passion of the Western Mind, Richard Tarnas, p. 399, and The Death of Truth.

[4][4] كما تبنى هذا الموقف زعيم الوضعيين في العالم العربي الهالك زكي نجيب محمود في كتابه (خرافة الميتافيزيقيا) ثم "تواضع" قليلا فسماه في طبعات تالية (موقف من الميتافيزيقيا).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدكتورة بر الوالدين
نائبة المدير العام
نائبة المدير العام
الدكتورة بر الوالدين


الوسام1 وسام الاشراف العام
انثى
المزاج : ملاك
المهنة : مهندس
الهواية : المطالعة
البلد : جزائر
الولاية أو البلدية : البليدة
أدعية مختارة سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
عدد الرسائل عدد الرسائل : 1535
العمــــر : 49
المستوى الدراسي : دكتوراه
الإهتمامات : التنمية البشرية-حفظ القرآن الكريم- البرمجة اللغوية العصبية
نقاط القوة: : 7873

نقد ما بعد الحداثة Empty
مُساهمةموضوع: رد: نقد ما بعد الحداثة   نقد ما بعد الحداثة Emptyالإثنين 09 نوفمبر 2009, 10:40

نقد ما بعد الحداثة Af3809b0af
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نقد ما بعد الحداثة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحداثة : مفهومها ـ نشأتها ـ روادها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى علاء الدين السابع الدولي لسفراء العلم والتميز  :: أبحاث ودراسات :: قسم الدراسات و البحوث الجامعية :: قسم علم الإجتماع-
انتقل الى: