شذراتٌ بيضاء .. ق ق ج ( بقلمي )

( 1 ) ..



وأمُّها تمشِّطُ شعرَها الأشقر ، تزورُها براءتها وتسأل:
أمِّي ، ألنا وطن ؟!

فتُجيبُها بتعجُّبٍ من سؤالِها:
نعم يا حلوتي ، لنا وطن ، أظنُّكِ تعرفيه فلما السُّؤال ؟!

فتُجيب:
لا لشيْء ، فقط أنا أفتقدُه .


( 2 ) ..



يدخلُ معلِّمُ التربيةِ الفنيَّة ، ويخبرُ طلاَّبَهُ بأنَّهُ اليوم لن يقيِّدَهُم بشيء ،

فقط فليرخوا لخيالهم العنان .

في الرُّكنِ البعيد أمسَكَ بمرسمِه ، ورسَمَ حمامةً بيضاء ،

أعقبَها بحمامةٍ بيْضاء تلطَّخَت بحُمْرةِ الدَّم .




( 3 ) ..


ينظرُ في ألبومِ صورِه ، فيلحظُ صورةً قديمة برفقةِ صديقٍ قديم ،
جمعتهما الأيَّام ، وفرَّقهما الحُسَّاد ، فيدوِّنُ في مذكِّرةِ أخطائه:

نزغني الشَّيْطانُ وتبعته بعدما تكالبَ عليَّ شياطينُ الإنس ،
والآن هوَ يرقدُ في قبرِه ، فهل عفى عنِّي ؟!

( 4 ) ..



في حيِّنا الفقيرِ البالي ، بحثتُ عن صديق ،

فوجدتُهُ رحَلَ بلا أن يودِّعَني !



( 5 ) ..

تبدأُ خيوطُ الشَّمسِ بالظُّهور ، ويطلُّ الصَّباح كما لم يُطلُّ مُسبقًا ،
فهوَ صباحٌ بارِد ، ارتَسَمَت عليْهِ الكآبة ، فلا عصافيرٌ تشقشق ، ولا ورودٌ تتفتَّح ،
وكأنَّ الحياة ميِّتة !

ويُحدِّثني قلبي:
لا تبتئس ، سينجلي هذا الصَّباحُ حتمًا ،
حتمًا سينجلي.




20:34 - 01/24 معلومات عن العضو رد على الموضوع بإضافة نص هذه المشاركة أضف رد سريع بإقتباس لهذا الرد





( 6 ) ..

الفراشةُ التي بيْنَ براثنِ الجُدران ،
بحثت عن مخرجٍ يهبها حريَّتها حتى ماتت.