قصص قصيرة جداً ..

قصص قصيرة جداً ...من منظور مُختلف !!


إدمان
----------
قال لي صديقي اليوم وقد أصابته الدهشة : هل تعلم أنّ المُدمِن يعيش يومه كله على أمل أنّ يستمر في التوقف عن مُخدِره وهذه هي خطته اليومية ؟!
قال لي صديقي : هل لك خطةً يومية ؟!
قلت له : بالطبع
قال في حماسة : ما هي
قلت : إنّي أصحو كُل يوم على أمل أن أعيش
!!

********************

شابٌ
---------
قال الولد لأبيه العجوز وأنا واقف منتظراً أحد أصدقائي : إسرع يا أبله ...والله لو جئت لك لأوسعنك ضرباً
كان العجوز يتعمد السير على مهل ..بينما أنظر لأبنه بغضب فينظر إبنه له مرةً أخرى في إستحياء مُبتسماً
فيستمر العجوز في سيره المتمهل فأشاور له مُلقياً التحية
فيبتسم إبتسامة وتختفي جميع تجاعيد السنين كأنه شابٌ بُعِث من جديد
!!

*********************

صغيرٌ على الحُزن !!
---------------------
عمرها يتعدى الستين بقليل ...قادمة بزيها الأسود حُزناً على زوجها كما توهمت أول مرة ..قليلة الكلام بلا حكمة ..كثيرة الصمت حُزناً ...تسألني هل أنت طبيب ؟ ..أقول نعم

...تقول لي رائع ...فلا أبالي ...وماذا تصنع في حياتك ...أُحاول أن لا أُبالي ...قالت مستعجبة وكيف لا تُبالي ؟ ..إنه الفن يا أمي .. كيف تتجاوز خطايا الناس وصبيانيتهم ...

كيف تُصبح إنساناً في زمن عزّت فيه الإنسانية ...كيف تُصبح كما أنت وتُمسي كما أنت ؟!
قالت لي : أتدري يا ولدي من نصف قرنٍ وأنا أُحاول صُنع السعادة ...كم شغلت من عملٍ ؟! ...كم كنزت من مالٍ ؟! ...كم ربيت من ولدٍ ؟!
وها أنا ..ها أنا بزيي الأسود عسى يمتص بضعاً من فرحٍ ...ها أنا صفرُ السعادة يتلألأ في الدجى ...ها أنا لا أدري أين ...أعمل كي لا أُفكر
هل تدري يا ولدي كيف يعمل إنسان في سن الستين حتى لا يُفكر ؟! ...
ولكن إخبرني يا ولدي لماذا تلك الإبتسامة الرائعة مرتسمة على وجهك ؟!
أتدرين يا أماه ...لقد أصابني اليقين أنّه لا سعادة لنا في هذه الأرض ...السعادة في الجنة ...أو في جنة الدنيا ..الجمال يكمُن في القليل ..فقط إرضي يا أماه ...وانتظري الرحمة ..

وارحمي من يحتاجها ..وكلنا نحتاجها ...لا تمنعي سائلٌ من مالٍ ..ولا تغضبي ...ولا تأمني مكر الله !!
يا بُني كم عُمرك ؟
أربعة وعشرون عاماً يا أُماه
أنت صغيرٌ على الحُزن ياولدي
بينما ترتسم على وجهينا إبتسامة مضيئة
!