الصحة النفسية

مفهوم الصحة النفسية :
إن الصحة النفسية بمفهومها الحيوي هي حركة طبية تربوية تهتم بإعادة تشكيل الإنسان ، و تخدم قضيته الأساسية في التكيف و التلاؤم الصحيح مع الذات و المجتمع .
و الغاية الطبية بعيدة المدى لمفهوم الصحة النفسية تدور حول إعداد الإنسان السوي الذي يكون مع نظيره نواة المجتمع المثالي ، و الذي بدوره سوف يعطي الأفراد الأسوياء ، و بذلك تتكامل حلقة الأمة ، إذ ليس ثمة فاروق جوهري بين مصالح الفرد و مصالح المجتمع .
من هذا المفهوم المهم و الواسع للصحة النفسية ، كان لا بد أن يعمل الأطباء من خلاله ، برعاية الصحة النفسية للإنسان جنباً إلى جنب مع رعاية الصحة الجسدية " العضوية " . و لن تنجح هذه الرعاية إن لم تكن عملاً متكاملاً يبدأ من توعية المريض و إرشاده إلى محاولة تصحيح البيئة التي يتعامل معها لتضمن له سلامة العيش مع نفسه و أهله و أفراد مجتمعه ، و أن ترعى ذلك من الطفوله الباكرة إلى ينع الشباب إلى وقار الشيخوخة .
إن العمل وفق هذا المفهوم للصحة النفسية ، يجعل منها نهجاً يقضي على المرض و التخلف بآن واحد ، وتصبح الضمان الأمثل لجودة العمل الطبي .

استراتيجية الصحة النفسية :
1ـ إن الطب المعاصر ، يقيم العواطف و الانفعالات كموضعات جدية ، تهم الطبيب مثلما تهمه باقي قضايا الجسم و اعضائه ، و لذلك كان لابد من ضرورة التدبير النفسي ، لمرضى العيادات غير لنفسية ، حيث أن فهم الحالة النفسية للمرضى المصابين بآفات عضوية أمر مهم لسببين :
ـ الأول : لأن هذا المفهوم يقوي عنصر الثقة و الاطمئنان بين المريض و طبيبة . فالمريض بحاجة ماسة و قبل كل شيء للوصول إلى الراحة النفسية مع طبيبة .
ـ الثاني : لما نجده مع النسبة العالية من المرضى الذين يحملون أصلاً شكايات نفسية ، و إن أكثر الإحصائيات تشدداً تشير إلى أن 15 ـ 50 % من المرضى المراجعين لمجموع الأطباء هم مرضى نفسيون ، الأمر الذي يستدعي من الأطباء في شتى اختصاصاتهم ، أن يلحضوا و بأسلوب مبسط وسريع ، الوضع النفسي العام لمرضاهم ، و الذي يمكن أن يكون بأحد شكلين :
أـ أن يكون لدى المريض فعلاً آفة عضوية ، و متشاركة مع اضطراب عصبي نفسي سواء كان ناجماً عنها أو مستقلاً بذاته و مؤثراً في شدة المرض العضوي الأساسي .
ب ـ أن يكون الاضطراب هو عصبي نفسي من الأساس و لا شيء من الناحية العضوية لدى المريض .

2ـ و القاعدة الثانية لهذه الاستراتجية : أنه عندما يقيم الطبيب الناحية النفسية المتردية لدى مريضة يجيب ألا يتردد في معالجته مهما كان اختصاصه ، و لكن بأسلوب و خطوات سوف توضح فيما بعد ، وما نهدف إليه هنا هو حسن التصرف مع المريض ، إذ لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يشعر المريض النفسي بفشل الطبيب في معالجته ، الأمر الذي يزيد من عمق شكايته النفسية ، ويؤخر احتمالات شفائه ، و قد يعقد المهمة على الاخصاصي النفسي عندما يكون من دوره استطلاع الحالة .
إن هذا يؤكد سعة استراتجية الصحة النفسية فيكون من المهم جداً أن يلم جميع الأطباء بمبادئ التقييم و التدبير النفسي لمرضاهم .

3ـ التنسيق مع الجهات التي تقدم خدمات أخرى ذات علاقة بالخدمات الصحية كالصحة المدرسية ، في اضطرابات التطور و السلوك عند الأطفال مثلاً ، و كالطب الصناعي و المهني و مشاكل الإدارة و العمل في الشركات و المعامل و المؤسسات ، و الاتحاد النسائي لدى مشاكل المرأة .

4ـ تطوير العلاقة بين المؤسسات الصحية و المستفدين من خدماتها ، بحيث يكون أفراد الفريق الطبي على صلة بالمجتمع و مشاكله في المدن و الأرياف و المزارع و عمل ووضع المرأة و الضغوط النفسية الخاصة بها ، و المدارس و مشاكل الطلاب التربوية و النفسية و السلوكية .

5ـ السعي لتغيير مفهوم المجتمع إلى أن غرض الخدمات الطبية لا يقتصر على الكشف الطبي و العلاج ، بل لا بد من نظرة أوسع و أشمل ، تهدف إلى وضع الحلول للمشاكل الشخصية و الأسرية و الاجتماعية مما يمكنها من تحقيق السواء النفسي لكل شرائح المرضى ، وبمساعدة المجتمع نفسه .

6ـ إنشاء شعب خاصة للرعاية الصحية النفسية في كل المراكز الصحية و المستشفيات يكون لها برامج محددة ، و تقوم بالتنسيق مع الجهات التعليمية و التربوية الأخرى كالجامعات و المدارس والمعاهد الصحية ، لتعديل بعض المناهج الدراسة بما يتماشى مع استراتيجية الصحة النفسية

شكرا اختي حياة على الافادة موضوع رائع والرائعة من كتبته

بوركت حبيبتي حياة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكرا لمروركم العطر[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكرا افدتمونا كثيرا اتمني ان اجدى ردا لمشكلتي والمتمثل في القهري