أمولة الحلوة المديرة العامة
المزاج : المهنة : الهواية : البلد : الولاية أو البلدية : غليزان عدد الرسائل : 361 العمــــر : 42 المستوى الدراسي : أستاذة الإهتمامات : التنمية البشرية-حفظ القرآن الكريم نقاط القوة: : 7758
| موضوع: طلبة الجامعة..عندهم وعندنا ؟ السبت 24 أكتوبر 2009, 14:44 | |
| من المعروف أن مخرجات الجامعات تعتبر كمدخلات أساسية لإدارة وقيادة الدول، وأن تقدم أو تخلف هذه الأخيرة مرهون إلى حد بعيد بنوعية و كفاءة ما تقدمه الجامعات من موارد بشرية، تدخل بصفة مباشرة أو غير مباشرة في عملية تحريك عجلة البناء و النمو في مجتمعاتها. ففي العام 1994 قام طالبين من جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة بتطوير وتجديد محرك للبحث خاص بهما، وغيرا اسمه إلى (YAHOO)، و كذلك في العام1998 قدم طالبين آخرين محرك البحث(Google)، و الذي تحول فيما بعد إلى أكبر الشركات في العالم، وهناك العديد من النماذج من الطلبة الذين قدموا مساهمات و اكتشافات غيرت العالم.
و كمفارقة كبيرة تعصف بكل الآمال المنتظرة، نجد طبيعة و اتجاه الكثير من الطالبة الجامعين عندنا ، في خط سير مخالف تماما- إن لم نقل مناقض- لحاجات و مطالب المجتمع الذي ينتمي إليه..! فمن المسلم به، أن الاهتمام عند الطالب الجامعي يتركز أساسا في استثمار زمن تحصيله الجامعي لحظة بلحظة، ودقيقة بدقيقة، في تطوير وتنمية قدراته ومهاراته، التي تؤهله لأداء دوره و رسالته بكفاءة و فعالية، لكن و للأسف الشديد يبدوا أن الطالب الجامعي يضع جزءا كبيرا من وقته وجهده خارج هذا الاهتمام، من خلال اهتمامه بأشياء كثيرة و تافهة في نفس الوقت. ومرد ذلك التصور، هو بعبارة بسيطة ومحددة، إلى افتقاد الطالب الجامعي للرؤية الواضحة و التصور الدقيق حول سبب وجوده ودوره في الجامعة، و الأهداف المحددة لاتجاهاته. فالطالب و هو ينتقل من التعليم الثانوي إلى التعليم الجامعي، ينتقل بفكرة أنه تجاوز عقبة شهادة البكالوريا نفسيا و معرفيا، ومن حقه وهو يلج عالم الجامعة التمتع بما يوفره هذا العالم الجديد، من مزايا التحرر من القيود و القوانين التي كانت تحاصره في أسرته و ثانويته…الخ، و بالتالي له الحرية في أن يفعل ما يريد؟ و في أي وقت يريد؟ و كيفما يريد؟ و المرحلة العمرية الحساسة(18-22) التي يمر بها كمراهق يفتقد للاتزان، لا تساعده على التحكم في كل هذه الحرية، دون أن تنفلت منه. و لسنا نبالغ، ومن يعتقد عكس ذلك مجرد زيارة أو جولة في إحدى جامعاتنا تكفيه لأن يغير رأيه، و يتهمنا بنقل جزء صغير جدا من الواقع. أيضا العقلية الاستعراضية التي خلفتها نظرة المجتمع للجامعة، على أنها مركز رفعة و تباهي، مما يجعل الطالب الجامعي يلهث وراء النقطة التي تضمن له الشهادة، ضاربا المحتوى و التكوين عرض الحائط، و هو ما يقلص فرصه وحظوظه في منصب عمل يتطلب مهارات و خبرات متنوعة و متعددة. وتبقى الجامعة المرآة التي تعكس شخصية و مستوى الطالب الجامعي، فبعد تخرجه شخصيته ما هي إلا مجموعة من التراكمات تنامت من خط سيره في الجامعة… وله الحرية في استغلال هذه الفرصة أو تركها تفوت. | |
|