أداة و مهارة اتخاذ القرار

خلقنا الله سبحانه و تعالى وهو عالم بكل ما سنقوم به و ترك لنا حرية الاختيار و الحياة ما هي إلا مجموعة من الخيارات التي نتخذها كل يوم ,فأنت من يختار أن يكون ناجحا أو فاشلا و أنت من يختار أن يكون غنيا أو فقيرا , أن تكمل دراستك من عدمه , أن تتزوج فلانة , أو تشتري الجهاز الفلاني , فكلها خيارات نقوم بها كل يوم .

الخيارات التي نتخذها ما هي إلى قرارات فأنا أقرر أن أقوم بعمل ذلك الشيء من عدمه و لكن هناك قرارات صغيرة أو بديهية قد لا تحتاج إلى الكثير من التفكير ,مثل الأكل عند الجوع , أو الشرب عند العطش , و قس عليها باقي القرارات الصغيرة التي تأخذها كل يوم

ما يدور حوله موضوعي اليوم هو عن مهارة أو أداة تستخدم لمساعدتك في اتخاذ القرار وخصوصا تلك القرارات الكبيرة أو المصيرية, فغالبا سبب ترددنا في اتخاذ قرار معين هو عدم وضوح الرؤية و عندها قد يخاف الشخص من سلوك هذا الطريق لأنه قد يضيع في المنتصف, و لكن مهارتنا اليوم بسيطة و فعالة وسوف تساعدك في اتخاذ القرار بوضوح حيث أنها تبند كل ما يدور في ذهنك و تحفز عقلك الباطن على اتخاذ القرار بسرعة

أداتنا اليوم شبيهة بتحليل نقاط القوى و الضعف و الفرص و المخاطر و التي تحدثت عنها في موضوع سابق , إلا أن هذه الطريقة أفضل لاتخاذ القرارات الشخصية و الفردية كما يمكن أن يعمل بها في اتخاذ القرارات الكبيرة على مستوى المنظمات و الشركات , هذه الأداة تدور حول الإجابة على أربع أسئلة بسيطة غالبا ما نسأل منها سؤالين عند اتخاذنا أي قرار و ننسى النصف الثاني من الأسئلة و التي يحاول عقلنا الباطن أن يخفيها و يلغيها لكي يساعدك في اتخاذ القرار من عدمه بناء على خبرات سابقة و بهذا قد تكون هذه المساعدة في غير محلها إن لم ترى كل الصورة بوضوح

في حال اتخاذ أي قرار مهما كان حجمه كبيرا أو صغيرا حاول الإجابة على هذه الأسئلة الأربعة :

باختصار هو مربع كبير مقسم إلى أربع أقسام كم الشكل التالي

قم الآن و طبق على ورقة بيضاء برسم المربع التالي و اكتب الإجابة على هذه الأسئلة بدون تفكير , ثم قم بوضع علامة على أهم الأسباب أو رقمها بحسب الأولوية و أحذف الأشياء التي ترى أنها ليست بذات تأثير

الآن لنطبق هذا على مثال فعلي و يمكن اختيار أي قرارات مثلا (الزواج – ترك الوظيفة – اختيار تخصص علمي - السفر – شراء جهاز كمبيوتر جديد أو سيارة ... الخ)

مثالنا الآن من ناحية ترك الوظيفة الحالية و البدء في عمل حر

الآن و بعد الإجابة على الأسئلة قم بمقارنة الفوائد و الأضرار في كل عمود , بالعادة و بمجرد رؤية الأجوبة أمامك فقد يتضح لك الأمر مباشرة في اتخاذ القرار من عدمه و في بعض الأحيان قد يكون هناك حاجة لإيجاد حلول أو أجوبة متعلقة ببعض هذه الأجوبة لتضح الرؤية بشكل أكبر

الجميل في الموضوع أن الأجوبة على هذه الأسئلة و إن كانت متعلقة في نفس القرار فقد تختلف من شخص إلى أخر فهناك شخص منطقي قد يركز الفرص و الإحصاءات و بعض الشخصيات العاطفية قد تجد أن القرار متعلق بالأهل و الأصدقاء و بعض الشخصيات التحليلية قد تجد المشكلة في عدم توفر المعلومات الكاملة عن موضوع معين

في جميع الأحوال فإن هذه الأداة تساعد في توضيح الطريق و تساهم في اتخاذ القرار و لا تنسى المقولة الشهيرة التي تقول ( الناجح هو من يتخذ القرار بسرعة و يتراجع عنه ببطيء و الفاشل هو من يتخذ القرار ببطيء و يتراجع عنه بسرعة) و خصوصا إن قسنا هذا الكلام في عصر يتميز بالسرعة و يحتاج منك في كل دقيقة إلى اتخاذ قرارات سريعة تتناسب مع سرعته و إلا فإنك سوف تتخلف عن الركب و تتقدم إلى الخلف