المشرفة صحبة الأخيار مشرفة
المزاج : المهنة : الهواية : البلد : الولاية أو البلدية : عين الدفلى عدد الرسائل : 361 العمــــر : 51 المستوى الدراسي : ليسانس علم النفس الإهتمامات : الحجامة والرقية الشرعية والمواضيع الاسلامية نقاط القوة: : 5451
| موضوع: كيف تجدد حياتك الزوجية.. الثلاثاء 19 فبراير 2013, 13:48 | |
| كيف تجدد حياتك الزوجية..
حكى لي بعض الأصدقاء عن حياته الزوجية فقال: (إنها على إيقاع واحد، دب فيها السأم والملل، حيث صورة الحركة اليومية تتكرر باستمرار لتفتقد كثيرًا من معانيها. وقال: إنه مع مرور الزمن حدث نوع من التشبع لديه هو وزوجته، وأن كلًا منهما قد تعرف إلى الآخر معرفة كاملة، ووصل إلى قناعة بعدم جدوى النقاش أو النصيحة، فيصبح التصلب هو سيد الموقف، ولم يعد ثمة من مخرج سوى التكيف والصبر. ولم أجد ما أنصحه به إلا أن يحاول كل طرف أن يثبت إلى الآخر أن إمكانات التجديد والتغيير ما زالت موجودة، وقد تتجسد في مفاجأة كل طرف للآخر بتغيير رأيه ومواقفه حيال بعض المسائل أو الأشخاص أو العادات، فالتنازل الذي نتفاجأ به من قبل شريكنا هو ينبوع الأمل، وعلينا جميعًا أن نفجر ينابيع الأمل والحب والحنين كلما أمكننا ذلك)
أخي/أختي الزوجة: بعد مرور سنوات من الزواج تكثر هذه الشكوى "حياتي الزوجية أصبحت مملة".
كيف أجدد حياتي الرتيبة؟ وأول ما علينا أن نعرفه أن (الزواج مثل الكائن الحي يحتاج إلى الرعاية والارتواء، حتى يظل متمتعًا بالحياة المشرقة المتجددة) إن الشعور بالرتابة والملل مشكلة تواجه الأزواج بعد مضي فترة من الزواج، فيجف بذلك نبع المودة شيئًا فشيئًا.
التجديد هو كلمة السر: وعلى طريق بقاء الحب واستمراره بين الزوجين، حتى بعد مرور سنوات على الزواج، يكون التجديد هو كلمة السر، والوعي بأهمية بذل الجهد في التجديد هو مفتاح الحل, وطريق البقاء للحب. لأن الاعتياد والرتابة تقتل الحب، وبذل الجهد باستمرار هو ضمان المحافظة على الحب. فكم من بيوت تهدمت بعد سنوات طويلة، لأن الزوجين فقدا الحب في الطريق دون أن يشعرا، ولم يقوما بري زهور المودة والرحمة فذبلت وماتت، وفي لحظة ما قد يبحثا عنها، ولكن بعد فوات الأوان.
إن أي حياة زوجية تخلو من التجديد والبسمات، كبيت يعاني من السوس يتفتت هيكله ببطء، ومن الخارج يبدو كل شيء حسنًا لكن هناك شيئًا قد أفلت ولا أحد يدري بفقدانه. وأنا أعرف زوجين عمرهما الزوجي فقط ثلاث سنوات، وقد تسرب الملل والشعور بالرتابة إليهما لدرجة التفكير في الطلاق. وبعد استشارتي في هذه الحالة أشرت على الزوجة بعمل بعض التجديدت البسيطة، وأنرت لها إضاءات على الطريق وقامت هي بباقي المهمة وفكرت في عمل كل جديد وقالت بعد ذلك: (أشعر الآن أنني سعيدة لأنني إنسانة جديدة) إن التغييرات الصغيرة في غاية الأهمية من أجل تحقيق تغيير جذري، فالسعادة الزوجية تنتج من العديد من التغييرات الصغيرة على مدار فترة زمنية كافية، فلا يظن الزوج والزوجة أنه لا يمكن تغيير حياتهما وأسلوبهما، الأمر فقط يحتاج منكما إلى تجديد مستمر للحياة.
الملل شعور نفسي: إن المل شيء نفسي، يأتي غالبًا من داخل الإنسان كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]. فحاول تغيير ما بنفسك، والنظر إلى الحياة نظرة جديدة. فكل يوم هناك الجديد وراء الشمس واعلم أن ...
التجديد فيه سعادة: من المظاهر الموجودة في الشخصية المتمتعة بالصحة النفسية، هي الشعور بالسعادة، والشعور بالسعادة ينقسم إلى:
أ. الشعور بالسعادة مع النفس: (ودلائل ذلك الشعور بالسعادة والراحة النفسية، لما للفرد من ماض نظيف، وحاضر سعيد, ومستقبل مشرق، ويتأتى ذلك عن طريق الاستفادة من مسرات الحياة اليومية، وإشباع الدوافع والحاجات النفسية الأساسية، والشعور بالأمن والطمأنينة والثقة ووجود اتجاه متسامح نحو الذات، واحترام النفس وتقبلها والثقة فيها ونمو مفهوم موجب للذات وتقدير الذات حق تقديرها) ما علاقة ذلك بالحياة الزوجية؟ إن الزوجة مثلًا إذا أحدثت بعض التجديدات الصغيرة في نفسها، في تسريحة الشعر أو لون أو الماكياج أو العطر أو شراء قطعة من الملابس جديدة، كل ذلك يدخل السعادة والسرور على نفسها؛ لأن في ذلك أيضًا تقديرًا لذاتها ولأنوثتها وهذا يحقق لها شعور التجديد الذي معه تجد شعور السعادة.
ب. الشعور بالسعادة مع الآخرين: (ودلائل ذلك حب الآخرين والثقة فيهم واحترامهم وتقبلهم والاعتقاد في ثقتهم المتبادلة، ووجود اتجاه متسامح نحو الآخرين, والقدرة على إقامة علاقات اجتماعية سليمة ودائمة والصداقات الاجتماعية والقيام بالدور الاجتماعي المناسب، والقدرة على التضحية وخدمة الآخرين والاستقلال الاجتماعي والسعادة الأسرية والتعاون وتحمل المسئولية. إن صحة الفرد النفسية تبدو جلية وواضحة في مدى استمتاعه بالحياة وبعمله وبأسرته وأصدقائه وشعوره بالطمأنينة وراحة البال، يحب الناس ويحب القيم الأخلاقية السامية، ومع ذلك فكل منا قد يتعرض أحيانًا لضيق عابر أو قلق عرضي، ولكن الفرد الذي يتمتع بصحة نفسية جيدة يستطيع أن يواجه مثل هذه الأزمات والشدائد ويحاول حلها حلًا سويًا سليمًا، والشعور بالسعادة لا يكتمل إلا باتباع ما أمر الله به سبحانه وتعالى، واجتناب ما نهى عنه عز وجل) وعلاقة هذا الكلام بالحياة الزوجية، أن الزوجة مثلًا عندما تجدد في نفسها فإنها تضفي على الآخرين، زوجها وأسرتها جوًا من البهجة والسعادة الأسرية وراحة البال والطمأنينة في البيت، فهي تستمتع بالحياة في إطار ما أباحه الله والشرع، وتُسعد الآخرين أيضًا في محيط أسرتها زوجها وأولادها وأهلها المحارم, وفي ذلك أيضًا اتباع لما يحبه الله (إن الله جميل يحب الجمال) [صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، (2912)].
وهنا يأتي السؤال كيف أجدد في حياتي الزوجية؟
1. على الزوجين أولًا أن يتبنيا فكرة هامة جدًا وهي "كيزن" وكيزن تعني التطور المستمر، ودائمًا ما أردد لنفسي ولمن حولي هذه المقولة: "ما دام القلب ينبض بالحياة؛ فنحن نتعلم كل يوم الجديد".
2. تجديد المشاعر: (هناك اقتراح قد تصعب ممارسته بعض الشيء، ولكنه على الرغم من صعوبته فهو يستحق كل قطرة جهد تبذل من أجله، ويقوم هذا الاقتراح على النظر إلى الحب باعتباره الشيء الأهم. حين تصحو من نومك تفتح قلبك، وتذكر نفسك بعزمك على أن تكون ودودًا في كل علاقتك مع شريك الحياة، وأن تكون تصرفاتك كلها نابعة من الود والعطف والرفق. ولا شك أن هذا يعني أن تتغاضي عن نقائص شريك حياتك، وأن تبذل جهدًا لكي لا تظهر انتقاداتك لهذه النقائص، بل وتكون مع ذلك كريمًا ومتواضعًا ومخلصًا، وأنت في كل ذلك لا تطلب من الآخر أن يحفظ لك جميلًا، بل تفعل كل ذلك لسعادة من تحب, وأنت تعلم أنه لا شيء في هذه الحياة يعدل ذلك الفرح الروحي الشفيف؛ الذي نجده عندما نستطيع أن ندخل الفرح إلى نفوس الآخرين) وعلى الزوجين المحبين أن يشعر كل منهما بمكانته لدى الآخر، وأهميته عنده وحبه له بالقول وبالفعل.
ولتجديد مشاعر الحب يمكن عمل الآتي: (أن يطعم أحد الزوجين الآخر بيديه، أو يسقيه بيديه. ـ أن يشربا سويًا من كوب واحد. ـ أن يقصد الزوج المكان الذي شربت منه الزوجة فيشرب منه، أو أكلت منه فيأكل منه كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. ـ الحرص على السلام عليها عند الدخول إلى المنزل وعند الخروج منه، والتقبيل أحيانًا ومحاولة أن (تضع نفسك وشريك حياتك في نفس الأجواء الرائعة التي كانت تجمعكما أيام العقد، تواعدا كما كنتما تتواعدان، واقضيا معًا أروع الأوقات، وستشعرا بالسعادة، من خلال إعادة ذكر مشاعر الحب المتبادلة وتجديدها) ومن المعروف أن المرأة تشجعها الكلمات وتحرِّك مشاعرها، فدع زوجتك تدرك بوضوح من خلال الكلمات كم أنت معجب بها الآن، كما كنت في الماضي، وكما ستظل في المستقبل، وامنحها المزيد من المؤثرات السمعية حتى تعلم أنك راض عنها، فهذا من شأنه أن يشجعها، ويجعلها تفعل المزيد لإرضائك مثل ذلك أن تسمعها نشيدًا عن الزوجة. (فإذا شعرتما أن الحياة العاطفية قد أصابها بعض الملل فعليكما أن تغيِّرا شيئًا ما، وثمة تغييرات صغيرة تكون كافية لإبعاد هذا الملل، مثل تخصيص عطلة نهاية الأسبوع لنزهة أو حوار رقيق، لا تقولا إن مشاعر الحب والاهتمام قد اختفت من حياتكما، فإنها تعود بإذن الله عندما يتغير سلوككما.
فإن من الجميل والرائع فعلًا أن نمنح شريك حياتنا باستمرار مشاعر الحب والحنان الرقيقة سواء كان ذلك من خلال الكلمات، أو من خلال الأعمال أو حتى من خلال الفكر) ولا تنس تقديم الهدية كما قال سيد البرية صلى الله عليه وسلم (تهادوا تحابوا) [حسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير، (5315)].
3. التجديد في الملابس: اهتمام كل من الزوجين بمظهرهما الخارجي أمام الآخر لاشك أن له أثره الواضح على شكل العلاقة بينهما، والملابس لها سحرها وفتنتها، والكلام يكثر عن المرأة أكثر من الرجل في هذا المجال، وتستطيع كل زوجة أن تبدو جميلة وحسناء في نظر زوجها من خلال تنوع ملابسها، ويمكن للزوجة أن تغير في مظهرها بوضع لمسات بسيطة تجعل من زيها أنيقًا ويبدو وكأنه ثوب جديد ترتديه لأول مرة، وهذا لا يكلفهما مبالغًا مادية بل مجرد ذوق وفن وابتكار، فالطقم الواحد يمكن أن يصبح عدة أطقم إذا أحدثنا فيه تبديلًا وأضفنا بعض الإكسسوارات التي تضفي عليه مظهرًا جديدًا. ولاشك أن الملابس لها أهميتها وتأثيرها الإيجابي على الحياة الزوجية وما تجلبه من سعادة وشعور بالتجديد، وتضفي أيضًا أجواءً من الحيوية والنشاط والبهجة على المرأة. (والمرأة ذات الملابس الجميلة الجذابة المختارة بعناية، لاشك أنها سوف تبعث في نفس زوجها حالة من الرضا والهدوء والسكن النفسي، فضلًا عن الشعور بالقناعة والثقة في الزوجة. والزوجة التي تفتقر إلى الملابس الجذابة والجميلة وذات الألوان الزاهية التي تأسر الزوج، كما أنها تفتقر إلى التجديد في الشكل؛ فإنها تهدد حياتها الزوجية) (فاختيار الملابس وشكل الشعر والماكياج والصحة الشخصية والنظافة، كلها نقاط هامة لجذب الزوج وسعادته وإلا كان هناك خطرًا على العلاقة الزوجية ففي الواقع يستطيع أي من الزوجين باختياره لشكل ولون وملمس وتناسق ملبسه؛ أن يعبر عن مدى اهتمامه بشريك حياته، فإهمال الملبس يعطي للزوج إحساسًا بأن زوجته لا تهتم به ولا تحرص على سعادته والعكس، كما أن الاهتمام بالملبس يعني أن الزوجة تحافظ على مشاعر زوجها وتهتم بوجوده في حياتها، وتحرص على أن يراها جميلة. فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله جميل يحب الجمال) [صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، (2912)]، وجعل من صفات المرأة الصالحة أن إذا نظر إليها زوجها سرته، والزوج مدعو إلى التزين لزوجته، ورحم الله ابن عباس حين قال: (والله إني لأحب أن أتزين لزوجتي كما أحب أن تتزين لي)، وقال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 228]. وزينة الرجل لزوجته تكون بما يناسبه ويليق به، وتجوز له، وتناسب سنه، وأخيرًا أدعوا المرأة أن تكون حريصة على التغيير المستمر؛ حتى تظهر كل يوم بشكل جديد (فتسعى دائمًا إلى خلق جو متجدد دائمًا في الأسرة، فيمكنها أن تخلق جوًا من الحديث الجديد بحيث تنوع في أسلوبها في الحديث، وهذا يعتمد بلا شك على درجة ثقافتها وعلى لباقتها، ويكون لديها القدرة على أن تظهر مع كل موقف مناسب بالصفة والعادة والسلوك والملبس المناسب، وهذا ما يجعل منها امرأة متغيرة متجددة أمام زوجها فتغير في نفسها، وتغير فيما حولها) [ألغام في البيت المسلم، مصطفى الأزهري، ص (35-36)، بتصرف].
4. التجديد في نظام وترتيب حجرات المنزل، ووضع اللمسات الرقيقة على الأثاث وكذلك، تغيير أماكن الأثاث من وقت لآخر إن أمكن، وضع المفارش والزهور واللمسات الأنيقة للمرأة في المنزل، وتجديدها من وقت لآخر يضفي على البيت جوًا من البهجة والسرور والسعادة.
5. التجديد حتى في الطعام: كأن تتعلم الزوجة أكلات جديدة تنوع بها طريقة الطعام الروتيني اليومي، فهذا له أثره على التجديد في الحياة الزوجية..
6. ولا ننسى الجانب الترفيهي مثل القيام بالرحلات والخروج معًا بعيدًا عن الأولاد، فمن لا يحسن فن الراحة لا يحسن فن العمل، وفي هذا أيضًا اهتمام بالجانب الصحي للزوجية، كأن يقوم الزوجان بعمل تمارين بشكل مشترك في صالة البيت، أو يمشيان على الشاطئ أو في حديقة المنزل أو غير ذلك من الأنشطة الترفيهية التي تجدد الحياة الزوجية.
وماذا بعد الكلام؟ أدعوك أخي/أختي الزوجة إلى تجديد حياتكما الزوجية؛ فليحاول كل منكما أن يكون متجددًا في حياته وفي مظهره، وفي طريقة معيشته مع شريك حياته، بحيث تقضيان على الروتين والملل اللذين يقتلان الحب
والله المستعان
| |
|