منتدى علاء الدين السابع الدولي لسفراء العلم والتميز
النص الأدبي بين المعلوماتية و التوظيف الفني Aladdin.7olm
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو ا معنا
او التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام إلى أسرة منتدى علاء الدين السابع الدولي لسفراء العلم والتميز التابعة لأكاديمية المنارة الدولية للإبداع الفكري
سنتشرف بتسجيلك و رؤيتك لبعض الأقسام والروابط المحجوبة عن الزوار
شكرا النص الأدبي بين المعلوماتية و التوظيف الفني 829894
[b]ادارة المنتدى النص الأدبي بين المعلوماتية و التوظيف الفني 103798[/b
منتدى علاء الدين السابع الدولي لسفراء العلم والتميز
النص الأدبي بين المعلوماتية و التوظيف الفني Aladdin.7olm
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو ا معنا
او التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام إلى أسرة منتدى علاء الدين السابع الدولي لسفراء العلم والتميز التابعة لأكاديمية المنارة الدولية للإبداع الفكري
سنتشرف بتسجيلك و رؤيتك لبعض الأقسام والروابط المحجوبة عن الزوار
شكرا النص الأدبي بين المعلوماتية و التوظيف الفني 829894
[b]ادارة المنتدى النص الأدبي بين المعلوماتية و التوظيف الفني 103798[/b
منتدى علاء الدين السابع الدولي لسفراء العلم والتميز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى علمي تربوي تنموي يفيد جميع شرائح المجتمع الإسلامي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
إن أعظم اكتشاف هو أن الإنسان يمكن أن يغير حياته إذا ما استطاع أن يغير اتجاهاته العقلية..ما سعى إليه الإنسان يكمن في ذاته هو أما العادي فيسعى لما لدى الآخرين...النجاح حلم الجميع ..ولكن الطريق إليه يحتاج إلى قرار..لهذا ينبغي للمرء أن يكوِّن نفسه على الدوام من خلال حضوره دورات و ورشات تعرضها عليكم مراكز التدريب المتخصصة.. إعلانات صديقة:..تعلن أكاديمية المنارة للإبداع الفكري عن تنظيم مختلف فروعها لبرامجها المتعددة في جميع التخصصات التنمية البشرية والاستشارات والخدمات التعليمية وتعرض عليكم على مستوى الوطن دورات متخصصة للتطوير والتنمية الذاتية،... أدعــيه.. دعاء قبل المذاكرة: اللَّهم إنِّي أسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين، اللَّهم اجعل ألسنتناعامره بذكرك وقلوبنا بخشيتك وأسرارنا بطاعتك إنَّك على كلِّ شيءٍ قدير وحسبنا الله ونعمالوكيل. دعاء عند الدراسة:اللَّهم إنِّي أسألك التَّوفيق والسَّدادفي عملي وعلمي، اللَّهم بارك لي في عملي  وعلمي، اللَّهم بارك لي في علمي وثبته في قلبيوعقلي وذكرني منه ما نسيت. دعاء بعد الدراسة:اللَّهم إنِّي أستودعك ما قرأتوما حفظت فردَّه لي عند حاجتي إليه.

  

Alger


 

 النص الأدبي بين المعلوماتية و التوظيف الفني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المشرفة صحبة الأخيار
مشرفة
مشرفة



الوسام1 وسام التقدم
انثى
المزاج : ممتازة
المهنة : أستاذ
الهواية : المطالعة
البلد : جزائر
الولاية أو البلدية : عين الدفلى
أدعية مختارة اللهم إغفرلي..
عدد الرسائل عدد الرسائل : 361
العمــــر : 51
المستوى الدراسي : ليسانس علم النفس
الإهتمامات : الحجامة والرقية الشرعية والمواضيع الاسلامية
نقاط القوة: : 5234

النص الأدبي بين المعلوماتية و التوظيف الفني Empty
مُساهمةموضوع: النص الأدبي بين المعلوماتية و التوظيف الفني   النص الأدبي بين المعلوماتية و التوظيف الفني Emptyالأحد 24 فبراير 2013, 18:23

النص الأدبي بين المعلوماتية و التوظيف الفني



بسم الله الرحمن الرحيم

النص الأدبي
بين المعلوماتية و التوظيف الفني



نزولا عند رغبة احد الأعضاء

يرتبط موضوع المعلوماتية و علاقته بالنص الأدبي بموضوعين هما : فلسفة الاتصال و فلسفة المعلومات ، ذلك لأن المعلوماتية هي نتيجة لتطور أدوات الاتصال حيث أصبح متاحا كم ضخم من المعلومات لم يكن متاحا من قبل ، كذلك غيرت تكنولوجيا الاتصال من طبيعة النص الأدبي الذي كان يعتمد علي السطر البصري الذي كان القارئ يقوم بقراءته إلي النص المتعدد الوسائط hyper*كلمة ممنوعة**كلمة ممنوعة**كلمة ممنوعة**كلمة ممنوعة* الذي تصاحبه الموسيقــي واللوحات الفنية في حزمة واحدة ، ويخاطب العين و الأذن ، وتشترك اليد في تحريك النص على الشاشة ، وقد أدي هذا لتولد ظواهر جديدة لم تكن موجودة من قبل غيرت من طبيعة الإنتاج الأدبي وغيرت أيضا من طبيعة التلقي .

و لابد أن نوضح منذ البداية أن هناك فرقاً بين تناول المعلوماتية وتكنولوجيا الاتصال بوصفه موضوعاً للإبداع الفني في الشعر أو الأدب أو الفن التشكيلي ، و بين تناول طبيعة النص الذي يستعين بهذه الوسائط الجديدة في النشر و الكتابة ، أي هناك فرق بين المعلوماتية بوصفها موضوعاً للإبداع ، حيث يتخذ الأديب أو الشاعر من هذه الأدوات موضوعا لتجربته مثل ديوان تغريد الطائر الآلي للشاعر أحمد فضل شبلول ، ونصوص حسن طلب ومحمد يوسف وفوزي خضر وغيره من الشعراء الذين تناولوا الحاسوب وتقنياته وأثرها على التجربة الإنسانية ، وهناك فرق في أن يتخذ الأديـب من هذه التقنية أداة لتقديم تجربته الجديدة ، وبين أن يتخذها موضوعا لتجربته الشعرية على النحو الذي نجده في النصوص التي نقدمها هنا .

لكن قبل أن تناول هذه النصوص التي تناولت هذه الظاهرة ،لابد أن نشير إلي العلاقة بين الأستطيقا و التكنولوجيا ، وأثر استخدام تكنولوجيا المعلومات على العمل الفني ، والقيم الجمالية ، وتقديم تحليل لبعض النماذج الشعرية التي تتجسد فيها هذه الظاهرة .

ترتبط الاستطيقا بالتكنولوجيا من خلال المادة الوسيطة التي يستخدمها الفنان ، لأن الاستطيقا تهتم بتحليل الطبيعة النوعية للمادة الوسيطــة ودورها في تشكيل العمل الفني ، والتكنولوجيا تقدم لنا الأدوات التي تجعل المادة الوسيطة أكثر طواعية في يد الفنان , اهتم علم الجمال بتحليل طبيعة الوسيط الجمالي في كل فن علي حدة ، فاهتم بتحليل الصوت في الموسيقي ، و تحليل اللغة في الأدب ، و تحليل طبيعة العلاقة بين الكتلة و الفراغ في فن العمارة ، ومن الذين اهتموا بدراسة المادة ودورها في الإبداع اللغوي وربــط في دراسته بين الفن والتكنولوجيا " ميخائيل باختين " حيث بين أن الشاعر أو القاص يكسب المادة الصبغة الجمالية من خلال التقنية التي يستخدمها في بناء عمله الفني ، و هو يرى أن الطبيعة العلمية الخالصة للمادة لا تدخل في الموضوع الجمالي ، وما يدخل في العمل الفني هو تقنية المادة وعلاقاتها الداخلية وليس طبيعتها الخارجية التي تكتسب طبيعة خاصة بها داخل العمل الفني ، و يقصد باختين بالتقنية في العمل الفن كل ما هو ضروري لإنشاء العمل الفني في معطياته العلمية والطبيعية بحيث يثير الانطباع الفني ، ويمكن أن نضرب مثالا علي ذلك فنبين أن لا يمكن أن تترك فينا انطباعا جماليا إذا جردناها من النسق النحوي و الصرفي والدلالي ، واكتفينا بتأملها بوصفها مجرد خطوط بصرية ، فالمادة في العمل الفني لا تكتسب حضورها من تحليلها الفيزيائي ، ولكن من خلال الشكل الفني وعلاقاتها الداخلية التي تثير فينا معاني ومشاعر جمالية .



* استنساخ العمل الفني .

قدمت التكنولوجيا للفن أشياء عديدة ، فقد أسهمت عن طريق تطور عمليات الطباعة و النسخ للشرائط الموسيقية و السينمائية أن أصبح الفن جماهيريا ، و لم يعد نخبو يا أي مقتصرا علي فئة قليلة من لأفراد المجتمع الإنساني ، وقد أسهمت التكنولوجيا في ذلك عن طريق أمرين : أولهما : أسهمت التكنولوجيا في رفع مستوي المعيشة مما ترتب عليه من إيجاد فائض من الوقت والمال لاستخدامهما في الإقبال على الأعمال الفنية وتذوقها ، لأن الناس لا يقبلون على الأعمال الفنية إلا بعد الوفاء بمتطلباتهم الأساسية ، وأن يجدوا الوقت الكافي للاهتمام بالهوايات الفنية والثقافية ، وقد أدى هذا لزيادة نسخ العمل الفني وانتشاره من خلال انتشار أدوات العرض والاستماع ، وزيادة عدد المعروض من الكتب واللوحات وغيرها من الأعمال الفنية بأثمان يمكن أن يقبل عليها الناس ، وقد اهتم بفكرة استنساخ العمل الفني والآثار المترتبة عليه " والتر بنيامين " وهو أحد علماء الجمال الذي ينتمي إلى مدرسة فرانكفورت و ثانيهما زودت التكنولوجيا الفنانين المواد الجديدة كوسائط جمالية ، و قد أصبح الفنان يعتمد على التكنولوجيا في الحصول على الأصباغ والمواد التي كان يقوم بصناعتها بنفسه .

ونتيجة لهذا ظهرت بعض الاتجاهات الفنية التي تجمع بين التكنولوجيـا و الفن مثل حركة الباو هاوسthe bau haus movement التي بدأت في ألمانيا و استهدفت الجمع بين الفن والتكنولوجيا بقصد إنتاج موضوعات وظيفية و جميلة للحياة المعاصرة ، ويظهر هذا الاتجاه في كثير من الأعمال الفنية في العمارة وفي المنتجات المستخدمة في الحياة اليومية مثل صناعة الأثاث والنسيج وأصبحت هناك عناصر جمالية في صميم التكنولوجيا ذاتها و جمعت كثير من المنتجات التكنولوجية بين قيم التناظم والتنوع والحركة والإيقاع ، وبدأت تظهر كثير من الآلات التي يدل تصميمها على مراعاة أبعاد الجمال .



* أثر التكنولوجيا المعاصرة علي القيم الجمالية .

إذا كانت التكنولوجيا المعاصرة قد أضافت إمكانيات جديدة للإنسان لم تكن موجودة من قبل ، مما ضاعف من قدرة الإنسان على الإبداع الفني ، وأضافت فنوناً جديدة لم تكن موجودة من قبل مثل فن السينما الذي يعد من إنتاج التكنولوجيا و أضافت أجهزة جديدة لعرض الأعمال الفنية مثل التليفزيون والحاسب الآلي ، و أسهمت الأدوات الجديدة في اكتشاف صور و أشكال من الجمال بل وأدى هذا لاستحداث قيم جمالية جديدة لم تكن موجودة في الحضارات القديمة و العصور السابقة .

وأسهم هذا في تحرر الفن من كافة القيود المتوارثة عن التراث الكلاسيكي السابق ، وأدى هذا إلى ظهور رؤى جديدة للواقع والحياة ، وتأثر الفن بالعلم الحديث والتكنولوجيا في تصوره للمكان مما غير من طبيعة الفنون المكانية بعد إضافة الزمان بوصفه بعداً رابعاً للمكان ، فاصبح المكان يفيض بالحركة و ينطلق بالقوى والإمكانيات وأدى هذا لظهور النحت الفضائي الذي يعتمد على أهمية الفراغ في تشكيل علاقات مختلفة مع الكتلة ، وأضيفت مواد جديدة .

و ظهرت بعض المدارس الفنية التي عن العلاقة القوية بين التكنولوجيا و الفن مثل " الباو هاوس " Bauhausالتي ذهبت إلى حد اعتبار أي منتج صناعي يمكن أن يكون عملا فنيا لا يقل عن سائر منتجات الفنون الجميلة ، وبينت أن التكنولوجيا ذاتها هي محاولة خلاقة تشبه محاولة الفنان والموسيقار والأديب ويتضح هذا في الأدوات التي يستخدمها الإنسان (أمتعته الشخصية) ، والتكنولوجيا في تصميمها للآلات تعتمد على الخيال والقدرة الإبداعية والحساسية و المهارة ، ويستخدم التكنولوجي مواد وسيطة مثل : الزجاج والخرسانة و الدوائر الكهربية مثلما يستخدم الفنان التعبير بالكلمات و الصوت واللون ، وبينت هذه المدرسة أيضا حاجة الصناعة إلى التصميم الجمالي ، وأسهمت هذه المدرسة الفنية و غيرها من المدارس الفنية مثل الحركة المستقبلية على اعتبار الآلة هي أداة مستخدمة في فن مثل الفرشاة لدى المصور ، أدى هذا لاعتبار الإنتاج الآلي في الفن له نفس القيمة للإنتاج اليدوي ، وأصبح يتم النظر إلى الآلة على أنها امتداد لليد الإنسانية مثلما يتم النظر للحاسب الآلي علي أنه امتداد للوعي الإنساني ، وقد أدى هذا إلى تقدير القيم الجمالية للمنتجات الصناعية ، ولا يتم استبعاد الأعمال الفنية التي يستخدم الفنان الحاسب الآلي في إنتاجها وقد أدى هذا لظهور فروع جديدة من علم الجمال أو الاستطيقا مثل استطيقا الآلةaesthetics machine الذي يهتم بدراسة جماليات الآلة .

ظهرت بعض القيم الجمالية الجديدة المرتبطة بالتكنولوجية مثل الدقةprecisionوالانسيابية flawlessness والبساطةsimplicity والاقتصاد economyوغيرت من بعض القيم الجمالية مثل الانسجام و التوازن و التناسب ، وجعلت من الممكن صياغة أعمال فنية تعتمد على خلق صور جديدة تقوم علي الطابع السلبي لهذه القيم مثل التعارض والتنافر وعدم وجود مركز واحد للعمل الفني ، كما تظهر في فن ما بعد الحداثة التي ترتكز إلى قيم مغايرة للقيم التقليدية ، و قد أشار إيهاب حسن في كتابه " ما بعد الحداثة " إلى السمات التي تميز فنون ما بعد الحداثة .

وقد أدخلت القيم الجمالية الجديدة لأن التكنولوجيا أسهمت في تغيير النظرة إلى المادة الوسيطة فمثلا جردت المادة من القيم العاطفية والاقتصادية التي ليســت لها علاقة بالشكل الجمالي ، وأصبح البرونز والحديد يستخدمان في إنتاج أشكال لم يكن متاحا من قبل صنعها من خلال معدن الذهب ، و لهذا أسهمت في تركيز الاهتمام بالمادة الوسيطة دون الاهتمام بالدلالة الاجتماعية لها ، ونلاحظ هذا في استخدام مواد رخيصة وعادية في صناعة أدوات الزينة التي كانت تستخدم فيها المواد النادرة والغالية الثمن ، وأدى هذا إلى إدراك حقيقة أن الشكل المناسب جماليا حتى في أدوات زينة الجسد الإنساني ليس له علاقــة بالنـدرة أو الكلفة و لكن يرتبط باللون و الشكل و الخط و النسيج و الرمز .

وقد أسهمـت التكنولوجيا في وجود صـراع بين اتجاهيين جماليين ، أحدهما يري في التفرد و الندرة و الذوق أسس للإنتاج الجمالي للآلة ، وثانيهما يرى أن الأشكال الجديدة تعكس قيما جمالية لا تعتمد على التفرد و الندرة والذوق لمجموعة ضئيلة من البشر ، وإنما تعتمد على الإنتاج الجماعي ، وقد انتصر الاتجاه الجمالي الثاني في إنتاج ملابس بسيطة وعملية وتبشر بقيم جمالية لمجموع البشر وليست وقفا على طبقة معينة ، ويبين هذا الاتجاه أن المغالاة في الملابس الفخمة على سبيل المثال يدل بثقة متزايدة على ما هو غائب أكثر من جذب الاهتمام لما هو حاضر في الإنسان .

وساهمت التكنولوجيا أيضاً في تعميم الإنتاج وعدم ارتباطه بفئة معينة ، و أصبحت النتيجة أننا لا نستطيع أن نتقبل فكريا الفوائد العملية للآلة دون أن أتقبل أوامرها الأخلاقية وأشكالها الجمالية ما دامت تحقق الغايات الإنسانية ، وأصبح التمييز بين العمل الفني والعمل الصناعي يرجع إلى نظرتنا نحن له ، و قدرتنا على التفرقة بينها ذلك لأن التداخل بينهما أصبح كبيرا بفضل التكنولوجيا التي تسعي إلى إطلاق الإمكانات العضوية للإنسان ، مما أسهم في تشكيل طرق جديدة للتعبير لم تكن موجودة من قبل مثل الجرافيك وغيرها من الفنون المرتبطة بتطور التكنولوجيا و ساهمت التكنولوجيا في إيجاد بيئة جديدة من خلال تكنولوجيا المعلومات و أدوات الاتصال ، مما أدي إلى ظاهرة استحواذ الأشياء على الناس حتى بمعزل عن أدائها العملي ، لأن كثيراً من الأدوات الآن تميل إلى ذلك الإحساس بالموازنة بين الحافـــز الداخلي والبيئة الخارجية وتقترب الآلة بذلك من سمات العمل الفني ، لقد تغلغلت الأدوات التي تنتجها التكنولوجيا في حياتنا إلى درجة أنها أصبحت تمثل الأساس للفن ، فالفنان المعاصر محاط بهذه المنتجات مثلما كان الفنان القديم محاطا بالطبيعة و أصبحت الأدوات تعكس مفاهيم الإنسان ومشاعره و حلت مكان الطبيعة الخارجية في العصور القديمة ، وتقترب التكنولوجيا بذلك من الجمال الحيوي وذلك من خلال التأكيد على الاستيعاب الجمالي الإنساني للآلة ، ليس لأنها مجرد أداة للفعل العملي وإنما لأنها تمثل أسلوباً في الحياة .



* التكنولوجيا المعاصرة والفنون .

لا يمكن أن نتحدث عن التغيير الجوهري الذي أحدثته التكنولوجيا في الفنون المختلفة كلها ، لأن كل فن يحتاج دراسة خاصة ، وسنكتفي هنا بالحديث عن أثر التكنولوجيا على الأدب ، برغم أن الأدب قد يبدو أبعد الفنون تأثرا بالتطور التكنولوجي ، إلا أنه قد تأثر بشكل كبير أدي إلى ظهور النص المتعدد المستويات أو الذي يتفرع إلى فروع عديدة و يطلق عليه النص المفرع hyper*كلمة ممنوعة**كلمة ممنوعة**كلمة ممنوعة**كلمة ممنوعة* أو النص الفائق ويقصد به النص الذي يتم تقديمه عبر أدوات الاتصال المعاصرة مثل الحاســوب والإنترنت ويتم تقديم النص من خلال الوسائط المتعددة مثل الصوت والصورة ومختلف التأثيرات السمعية والبصرية ، و غيرت طبيعة النص الجديد من طبيعة المرجعية في الأدب فأصبح الأديب يتحدث عن واقع افتراضي و يتجه إلى قارئ من نوع خاص ، وتعد دراسة الدكتور حسام الخطيب هي الدراسة الرائدة التي حاولت دراسة العلاقة بين الأدب والتكنولوجيا من خلال تحليل ظاهرة النص المفرع الذي استحدث وجوده مع الثورة التكنولوجية و المعلوماتية .

كيف أثرت التكنولوجيا على الأدب ، ولا سيما على عملية الكتابة ذاتها ؟ وكيف يمكن أن تؤدي التكنولوجيا إلى تغير الظاهرة الأدبية وبنيتها وشكلها المادي الذي تتمثل فيه ، وهو الكتابة ؟

إن إدخال التكنولوجيا على عملية الكتابة ، وظهور ما يسمي بالكتاب الإلكتروني ، الذي يقدم النص من خلال وسائط مصاحبة ، جعلت بعض الأدباء يقدمون النص الذي يعتمد في تلقيه على الوسائط المتعددة ، أي النص الذي يتضمن الكتابة و الصورة و الحركة ، هو النص التكويني المفرع ، وهذا لا يعني مجرد تغيير في الأداة التي يستخدمها الأديب فحسب ، وإنما يغير من طبيعة الأدب ذاته ، فلم تعد اللغة هي أداته فحسب و إنما أضيفت إليها تجسيدا و مؤثرات جديدة لم تكن مرتبطة بالأدب مما قد يؤدي هذا إلى عملية تثوير جذرية للإنتاج الأدبي من ناحية الدراسة والنقد والإبداع أيضا .

وقد ظهرت نماذج من هذه النصوص على الشبكة الدولية للمعلومات "الإنترنت" ، وقدمت بعض المؤسسات العربية بعض الكتب الإلكترونية ، ولذلك فان الأدب سوف يستفيد من التكنولوجيا مثلما استفادت الفنون الأخرى مثل التصوير و الموسيقي والسينما والمسرح .



* خاتمة : التكنولوجيا و الإنسان

انقسمت الدراسات المعاصرة عن التكنولوجيا إلى نوعين أولاهما ترى أن التكنولوجيا تمثل نقلة نوعية للحياة الإنسانية ، وأسهمت إلى حد كبير في القضاء علي كثير من معوقات الحياة الإنسانية مثل تشخيص الأمراض وسرعة المواصلات ، ولا ينبغي دراسة التكنولوجيا المعاصرة من خلال نموذج معرفي ينتمي إلى المراحل السابقة من تاريخ الحضارة و التكنولوجيا ، لأن لكل مرحلة باراديم خاص بها علي حد تعبير "توماس كون " ، وثانيتهما: ترى أن التكنولوجيا المعاصرة أدخلت الإنسان في مشكلات جدية لم تكن موجودة من قبل ، و يركز هذا الاتجاه على نقد التكنولوجيا ويتمثل هذا الاتجاه بشكل واضح في مدرسة فرانكفورت ، ولكن قبل أن نحلل مواقف الاتجاهات الفكرية المعاصرة من التكنولوجيا ، لابد أن نشير إلى بعض الأعمال الفنية التي اهتمت بتحليل أثر التكنولوجيا على الإنسان في الحضارة المعاصرة ، ومن أشهر هذه الأعمال مسرحية "الآلة الحاسبة" للكاتب الأمريكي " المــر . رايـس " (1923) ومسرحية "الإنسان الآلي" لكارل تشايبك" (1920) ، و نجد في هذه الأعمال نقدا للطابع الآلي للحياة المعاصرة في بدايات القرن العشرين ، وسخرية من الآلية الحدية بكل أبعادها ، وتقدم رؤاها عن أثر التكنولوجيا علي صورة الحياة و كيف أنها تعيد صياغة الإنسان من جديد ، الذي يجد نفسه مرتبطا بالآلة علي نحو يقلل من علاقة الإنسان بالطبيعة و البشر من حوله ، ونجد هذا بشكل واضح في مسرحية " الآلة الحاسبة " فالبطل السيد صفرzero يريد العودة إلى الآلة الحاسبة التي دمرت حياته ، لأنه لا يستطيع تصور حياته بدونها ، (20 ) وهذا يعني أن التكنولوجيا أسهمت في قولبة الإنسان وصياغة حياته في صورة لم تكن موجودة من قبل (21) وبرغم أن التكنولوجيا هي المسؤولة عن تعاسته ، لأن وجود الآلات أدي إلى طرد آلاف العمــال والموظفين من أعمالهم ، (22) ومن الأعمال الأدبية التي طرحت الأسئلة الفلسفية عن أثر التكنولوجيا علي الإنسان روايــة الكاتب المصري صبري موسى " السيد من حقل السبانخ " (1980) حيث يطرح فيها أزمة الإنسان المعاصر ، وبرغم اعتراف الكاتب بأهمية التكنولوجيا و دورها في الحياة الإنسانية و قدرتها على الإسهام في تحقيق العدالة و الحرية ، ويرى أنها تؤدي إلى تدمير علاقة الإنسان بالطبيعة وتؤثر في علاقة الإنسان بذاته و تصوره لها (23) .

إن الثورة التكنولوجية المعاصرة قد غيرت من مفاهيم الإنسان عن الواقع الذي يعيش فيه ، لأنه لا يمكن للمجتمع المعاصر أن يعيش بقيم العصور الوسطي أو القيم التي أفرزتها الثورة الصناعية (24) ، وإنما يتم استحداث قيم جديدة تتلاءم مع العصر الحالي ، ولهذا فان التكنولوجيا المعاصرة تبشر بقيم وثقافة مختلفة تصطـدم بالثقافة المحلية ، لأنها تقدم حياة نمطية تختفي فيها الفروق النوعية بين الثقافات لأنها تقدم أدوات و وسائل واحدة لإنتاج الحياة (25) ، وهذه الأدوات هي الوسائل التي يفكر من خلالها الإنســان في حل المشكلات التي تواجهه في الواقع مما أسهم في طرح أفكار متشابهـة في معالجة قضايا المجتمع ، وقد أدت التكنولوجيا إلى بروز ثقافة عالمية جديـدة تتجاوز الاختلافات النوعية لثقافات الشعوب , قد هذا لطرح قضايا من قبيل : العولمة والهوية ، وأدى هذا لطرح أسئلة حقيقية مثل :

* هل تهدد التكنولوجيا الحرية الإنسانية ، وتصبح أداة للسيطرة على الإنسان الذي ابتكرها ؟

* ما المشكلات الجمالية المترتبة على وجود علاقة مباشرة بين الاستطيقا و التكنولوجيا ؟

* هل تقضي التكنولوجيا على القيم الروحية أم تسهم في تنميتها في اتجاه أكثر عمقاً ، لأن تعقد التكنولوجيا المعاصرة جعلت الإنسان يدرك أبعاد الكون الذي لم يكن مدركا من قبل ؟

* هل يمكن أن يحل الإنسان الآلي محل الإنســان في الإبداع الفني ؟ (26) .

* هل يمكن للحاسب الآلي أن يحل محل العقل الإنساني ، لاسيما أن كثيراً من الفنانين يستخدمون الحاسب الآلي في إنتاج أعمالهم الفنية ؟

يتبين لنا مما سبق أن التكنولوجيا والاستطيقا بينهما علاقة وثيقة من حيث النشأة التاريخية ومن حيث تأثير كل منهما على الحياة الإنسانية و التكنولوجيا مختلفة عن العلم رغم ارتباطها به في عصرنا الحالي ، لأن العلم يهدف إلى المعرفة فحسب دون النظر إلى مدي إمكانية التطبيق في الواقع الفعلي ، بينما التكنولوجيا تسعي إلى تحقيق أهداف واقعية , قد كانت التكنولوجيا تتضمن الهندسة المعمارية والطب والخطابة ، وكان اللفظ يشير إلى ما يمكن استنباطه من قواعد إجرائية تسمح بإنتاج أشياء متماثلة ، فالتقنية هي المعرفة المنتجة التي تبتكر حلولا لاكتشاف أدوات أو آلات في مقابل المعرفة النظرية التي لا تغير من الموضوع الذي تدرسه ، ومع تطور العلوم الطبيعية في القرنين السادس عشر والسابع عشر ، لم تعد التكنولوجيا مقابلة للعلم مع فرنسيس بيكون و ديكارت وجاليلو ، وإنما أصبحت التجربة مهمة لاختبار كثير من المفاهيم المجردة ، وذلك للتفرقة بين المعرفة التي ترتكز إلى التجريد من المعرفة التي ترتبط بالواقع ، وقد ساد بعد ذلك التعريف الكلاسيكي للتكنولوجيا بوصفها تطبيقا للعلم ، فالتكنولوجيا هي مجموع الطرق والوسائل القائمة على معارف علمية وتجريبية والتي يتم استخدامها من أجل الحصول على نتيجة معينة ، ولئن كانت التكنولوجيا تطبيقا للعلم فهي تختلف عنه بوصفها تسعي إلى الإنتاج بينما يسعى العلم إلى المعرفة فحسب .

والتكنولوجيا تحسن من الأدوات التي تسمح للإنسان بتشكيل المحيط الذي يعيش فيه ، والفن يقدم لنا أجوبة أصيلة عن الأسئلة التي يطرحها المحيط الذي يعيش فيه ، ولذلك هناك توحيد بين التكنولوجيا والفن في العصر الراهن ، لأن التكنولوجيا تستعين بالفن في تعديل وتحويل البيئة التي تتدخل فيها ، والفن يهتم بشكل أساسي بدراسة العلاقة التي تنشأ بين الإنسان والمحيط الذي يعيش فيه ، وذلك من خلال صورتين : أولهما : تصوير الكيان الداخلي للإنسان بكل تفاصيله الدقيقة و نجد هذا في الأعمال الفنية التي تتخذ من التركيبة الداخلية الكبرى للمشاعر الإنسانية موضوعا لها ، حيث تركز بعض الأعمال الفنية على الأنا الداخلي للإنسان ، وكشف الوعي الفردي إزاء قضايا الوجود الذي تطرحه التكنولوجيا بوصفها جزءا من الوجود ويحمل خصائصه ، وتتأتى قوة هذه الأعمال من المهارة التي تكشف بها حياة الإنسان المعاصر الداخلية و بالتالي تكشف عن علاقة الإنسان بالعام و مكوناته ، وثانيهما : الأعمال الفنية التي تهتم بدراسة أثر المحيط الاجتماعي على سلوك الإنسان ورؤيته للعالم , من المكونات الهامة للمحيط الاجتماعي المعاصر الأدوات التكنولوجية ، و نجد صورة لهذا العالم في رواية العالم الطريف للدوس هكسلي حيث يقـدم وصفا للحياة الخارجية للإنســان والوسط التكنولوجي الذي يعيش فيه وأثره الذي لا يظهر على مستوى الفرد فحسب و إنما يظهر على صعيد المجتمع أيضا .


د. رمضان بسطاويسي محمد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النص الأدبي بين المعلوماتية و التوظيف الفني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في إطار لسانيات النص واللسانيات الحاسوبية (1) : النص المتشعب Hypertexte (تعريف بكتاب)
» تجربة دار حوسبة النص العربي في معالجة النص العربي حاسوبياً
» الفرق بين التوثيق والتشهير وفق نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية
»  أكاديمية التدريب الشامل بقيادة سيدات وفتيات خبراء بتقنية المعلوماتية
» المنهجية العلمية للبحث الأدبي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى علاء الدين السابع الدولي لسفراء العلم والتميز  :: أبحاث ودراسات :: قسم الدراسات و البحوث الجامعية-
انتقل الى: