أسس العلاج بالألوان تنبع من علم الفونغ شوي أو طاقة المكان، الذي يعتبر فن صيني قديم من 2200 سنة، واعتمد في استنباط أساسياته ونظرياته على فلسفة التاو الصينية التي تهتم بملاحظة الأشكال والألوان، ومعالجة المكان بها من أجل تعديل مستويات الطاقة في مكان معيشتنا وعملنا.
والعلاج بالألوان كعلم مرتبط بمفهوم الألوان كجزء من الفونغ شوي أو طاقة المكان، وحتى أوضح طبيعة العلاقة بين الفونغ شوي والعلاج بالألوان، وعن ماهية الألوان في علم الفونغ شوي الذي قسم الألوان إلى خمسة ألوان أساسية ووضعها في دائرة واحدة سميت بدائرة الإبداع، ومن هذه الألوان الخمسة تنبثق ألوان أخرى تبعا لاختلاف درجات الألوان الأساسية التي هي اللون الأحمر ثم الصفر ثم الرمادي ثم الأزرق وأخيرا الأخضر، هذه الألوان الخمسة تعبر عن خمس عناصر طبيعية، وترتبط أيضا بخمس أعضاء مهمة في جسم الإنسان، وترتبط كذلك بفصول السنة الأربعة ودورتها وبالوقت في اليوم الواحد.
فاللون الأحمر يرمز إلى عنصر النار، واللون الأصفر يرمز إلى عنصر التراب، واللون الرمادي يرمز إلى المعدن، واللون الأزرق يرمز إلى الماء، واللون الأخضر يرمز إلى الشجر أو الخشب وبالتالي فإن كل لون ارتبط بعنصر من عناصر الطبيعة الخمس والتي هي النار والتراب والمعدن والماء والخشب.
قد يتساءل البعض لماذا سميت الدائرة التي حملت هذه الألوان وتلك الرموز بدائرة الإبداع؟ والإجابة على ذلك بسيطة لأنه توجد علاقة تربط بين كل رمز والآخر بحيث تشكل في النهاية دورة مستمرة.
فمثلا: الماء يسقي الشجر فهو يحتاجه حتى ينمو ويعيش، والنار لا تتكون بدون احتراق الشجر، وعندما يحترق الشجر يتحول إلى رماد أو تربة وهي بدورها تعطي المعدن إلى التراب يتكون من المعادن، المعادن بصهرها أو ذوبانها تؤدي إلى تكون المياه ويعود الماء ليسقى الشجر وهكذا.... وكل عنصر من عناصر الطبيعة الخمسة يحتوي على طاقة معينة، فالنار مثلا والتي يرمز لها باللون الأحمر هي أعلى الطاقة أو قمة الطاقة، أما التراب الذي يرمز له باللون الأصفر فهو مرحلة هبوط الطاقة وتستمر الطاقة في الهبوط خلال هذه الدورة إلى أن تصل إلى مرحلة السكون في الماء الذي يرمز له باللون الأزرق، ثم تعود إلى الصعود عندما يسقي الماء الشجر الذي ينمو إلى أعلى وتنمو الطاقة معه، أما بالنسبة للهواء كعنصر طبيعي نجده يرتبط بكافة العناصر الخمسة الأخرى، فالماء الساكن يحركه الهواء، والشجر يزيد اشتعاله بفعل الهواء.
أيضا ترتبط دائرة الإبداع بإضاءة معينة في جسم الإنسان
فاللون الأحمر الذي يرمز له بالنار يرتبط بالقلب في الإنسان
واللون الأصفر الذي يرمز له بالتراب يرتبط بالطحال
واللون الرمادي الذي يرمز له بالمعدن يرتبط بالرئة
واللون الأزرق الذي يرمز له بالماء يرتبط بالكلية
واللون الأخضر الذي يرمز له بالشجر أو الخشب يرتبط بالكبد
وإذا ربطنا بين الألوان وأعضاء الجسم بشكل آخر نجد أن القلب مثلا كعضو في جسم الإنسان لونه أحمر لأنه يضخ الدم لكل الجسم، والشجر الذي لونه أخضر بعناصره وفيتاميناته هو المغذي للكبد، وكذلك المعدن والتراب والألوان المرتبطة بهم ترتبط بتركيبة الرئة والطحال ودوران الدم في الجسم.
وقطعا كل هذه النتائج والاستنتاجات سابقة الذكر تم التوصل إليها بعد تشريح الجسم البشري وفقا للتأملات التي قام بها الحكماء والأطباء في الحضارات القديمة وتحديدا الحضارة الصينية واليابانية، لأن هذا العلم أولا وأخيرا يعتمد على الكثير من التأمل.