المشرفة صحبة الأخيار مشرفة
المزاج : المهنة : الهواية : البلد : الولاية أو البلدية : عين الدفلى عدد الرسائل : 361 العمــــر : 51 المستوى الدراسي : ليسانس علم النفس الإهتمامات : الحجامة والرقية الشرعية والمواضيع الاسلامية نقاط القوة: : 5452
| موضوع: لماذا لا ننتفع بالقرآن ؟ الجمعة 08 مارس 2013, 19:01 | |
| لماذا لا ننتفع بالقرآن ؟
علمنا فيما سبق أن القرآن هو المنبع العظيم للإيمان والذي لا يوجد له مثيل ويكفي أنه ينادي على الجميع أن هلموا إلىَّ واستكملوا نقص إيمانكم فمنابعي ممتلئة وجاهزة
لإمدادكم جميعًا بما تحتاجونه من إيمان( رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ) (آل عمران 193).
يقول محمد بن كعب القرظي: (المنادي هو القرآن ليس كلهم رأي النبي عليه الصلاة والسلام)
فالقرآن له قوة تأثير ضخمة على القلوب لا يناظره فيها مصدر آخر وكيف لا وهو كلام رب العالمين الذي إذا استقبلته الجبال الرواسي لتصدعت واندكت من قوة تأثيره عليها (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) (الحشر21) . فإن كان الإيمان للقلب كالروح للبدن فإن القرآن يمثل العمود الفقري لهذا الإيمان... لذلك ليس عجبا أن يُسمى القرآن بالروح (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً منْ أَمْرِنَا) (الشورى 52)
فإن كان القرآن كذلك فهل أدرك المسلمون قيمته وهل أحسنوا الانتفاع به؟! هل تعاملوا معه على حقيقته كمصدر متفرد لزيادة الإيمان ومن ثمَّ التغيير؟!
للأسف لم يحدث هذا... بل حدث العكس.. فلقد انصب اهتمام الغالبية منهم إلا من رحم ربي على الناحية الشكلية للقرآن ولم يواكب ذلك اهتمام بتدبره والتأثر به والاغتراف من منابع الإيمان التي تتفجر من كل آية من آياته لتستمر الأمة في ضعفها وعجزها عن النهوض من كبوتها وكيف لا وقد هُجر أهم وأعظم مصدر للإمداد الإيماني.
ومما يزيد الأمر صعوبة أن الكثيرين لا يعترفون بذلك بل يعتبرون أن الاهتمام بالقرآن يعني الإكثار من قراءته بفهم أوبدون فهم ويعني كذلك تخريج أكبر قدر من حُفَّاظ ألفاظه في أقل وقت ممكن .. فازداد القرآن يُتما وأصبح حاضرًا وغائبًا.. موجودًا ومهجورًا.
لذا وعبر هذه السطور نتعرف علي أهم العوائق والعقبات في طريق الإنتفاع بالقرآن :
1- الصورة الموروثة عن القرآن :
إن أكبر عقبة تواجهنا نحو الانتفاع بالقرآن هي تلك الصورة الموروثة عنه. إن الصورة التي طُبعت في أذهاننا في مراحل الطفولة للقرآن أنه لا يُستدعى للحضور إلا في حالات الاحتضار والنزع والوفاة أوعند زيارة المقابر أونلجأ لقراءته عند أصحاب الأمراض المستعصية وهي قراءات لا تتجاوز الشفاة.
فإذا انتقلنا إلى مراكز ودروس تعليم القرآن الكريم رأينا أن الطريقة التي يُعلَّم بها يصعب معها استحضار واصطحاب التدبر والتذكر والنظر إن لم يكن مستحيلاً..
فالجهد كله ينصب إلى ضوابط الشكل من أحكام التجويد ومخارج الحروف وكأننا نعيش المنهج التربوي والتعليمي المعكوس... فالإنسان في الدنيا كلها يقرأ ليتعلم أما نحن فنتعلم لنقرأ لأن الهم كله ينصرف إلى حسن الأداء... وقد لا يجد الإنسان أثناء القراءة فرصة للانصراف إلى التدبر والتأمل... وغاية جهده إتقان الشكل وقد لا يعيب الناس عليه عدم إدراك المعنى قدر عيبهم عدم إتقان اللفظ ...ونحن هنا لا نهوّن من أهمية ضبط الشكل وحُسن الإخراج وسلامة المشافهة ولكننا ندعو إلى إعادة النظر بالطريقة حتى نصل إلى مرحلة التأمل والتفكر والتدبر التي تترافق مع القراءة .
من الأمور البديهية التي لا يختلف عليها اثنان أن الدافع للقراءة هو المعرفة فالذي يتناول بيده كتابًا أوجريدة ليقرأ فيها فإن الذي يدفعه لذلك هو المعرفة... معرفة ما وراء الخبر وما يحتويه من معارف ومعلومات وفي المقابل فلا يمكن لعاقل أن يقرأ أي شيء بلسانه أوبعينه دون أن يُعمل عقله فيما يقرؤه أويفكر في معانيه!!
للأسف بعض الناس جعلوا عملهم مع القرآن هو القراءة ولم يجعلوا القراءة وسيلة لفهم المراد من الآيات والعمل بها ...وفي هذا المعنى يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (لقد أنزل الله القرآن ليُعمل به فاتَخَذوا تلاوته عملا) . | |
|