المدرب المعتمد أمين عضو فضي
المزاج : المهنة : الهواية : البلد : الولاية أو البلدية : غليزان الجزائر عدد الرسائل : 182 العمــــر : 39 المستوى الدراسي : جامعي ، مدرب معتمد في التنمية البشرية و تطوير الذات الإهتمامات : التدريب و تطوير الذات، البحث في أسرار النفس البشرية نقاط القوة: : 6576
| موضوع: المرأة العربية على مفترق طرق!! الخميس 02 يوليو 2009, 00:17 | |
| أ مراض كثيرة أخذت تغزو مجتمعنا العربي في البلاد، هذه الأمراض لا شك أنها من إسقاطات ما يُعرف اليوم بالعولمة. فالغرب يسعى من خلال أساليب مختلفة وممارسات عدة التأثير على مجتمعنا بل مجتمعاتنا العربية، لا بالقوة المسلحة المطلقة فحسب وانما ايضاً عبر الكلمة والصورة والسلعة واللباس والسلوك.
إن ما تمر به المرأة العربية، والمسلمة اليوم من محنٍ وإغراءات وفتن لتصب دون أدنى شك في الوعاء المذكور، وهو سياسة ومخطط تغريب نسائنا وفتياتنا وجعلهن يشربن من ذلك المستنقع الآسن الذي غذّاه المغرضون والمتآمرون على ديننا ومعتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة…
يدرك الغرب ومن يدور في فلكهم من مستعربين وتجار، دور المرأة الأساسي والهام في الأسرة والمجتمع، فهي نصف المجتمع وشقه الثاني، ودورها يوازي دور الرجل فيه. إدراكهم هذا جعلهم يضعون ويخططون بحنكة ودراية وعلم لاصطياد نسائنا وإخراجهن من ربقة الإسلام والعروبة والأصالة..
مجتمعنا في الداخل الفلسطيني، ولكونه جزءاً من المجتمع العربي العريض، تأثرت نساؤه، دون شك بالدائر والحاصل في الأخير، ولهذا اقتبست نساؤنا واكتسبن بعض ما عليه نساءُ العرب والمسلمين، ممن تأثرن بسرعة بالأفكار والسموم الغربية التي انتشرت عبر وسائل الإعلام على اختلافها، فأصبحن رهائن لها، ضاربات عرض الحائط بالموروث الديني. وبالمناسبة هناك مظاهر عدة، وكثر، لما وقعت فيه نساؤنا في الوسط العربي في البلاد من مظاهر سلبية وممارسات غريبة، منها:
(1) حجاب الموضة: فكثير من نساء اليوم في وسطنا العربي مِلن لارتداء ما يمكن أن يطلق عليه المرء " حجاب الموضة"، والذي لا يغني عن الحجاب شيئاً، فما هو الا قطعة للقماش تغطي الرأس وما دون ذلك كباقي النساء المتبرجات، وهن أقرب الى ما عناه الرسول " كاسيات عاريات". شريحة واسعة للأسف من نسائنا اليوم، مسلمات، أصبحن يلهثن وراء آخر تشكيلة من حجاب الموضة، وبكل ألوان الطيف، أو قل قوس قزح، باحثات عن الزينة والجمال، جمال الجسد، لا جمال الروح…
إن "حجاب الموضة" هذا بعيد جداً عما أراده الشارع "سبحانه"، وما حض عليه الرسول، ودعا اليه العلماء وأساتذة الدين، فانه لا شك ملفت للنظر داع إلى الفتنة، مغرٍ للشباب ومرضى القلوب وعامل مساعد للشيطان على الإنسان..
إن "حجاب الموضة" تقليعة أجنبية ومبتدعة، غزت نساءنا بشكل واضح، وثمرة مرة وضارة من ثمار التطبيع المذكورة بين الدول العربية وإسرائيل اكتسبتها نساؤنا من خلال رحلاتهن المكوكية للأردن ومصر وتركيا…
لقد استغلت نساؤنا ما يعصف بمجتمعنا من هزات ومحن، سواء على مستوى التفكك الأسري أو الاجتماعي والأخلاقي، والفسحة المادية والانقسامات والتشرذم الديني، وتراجع الوازع الديني والانفتاح على الغير، فدخلن هذا الباب من أوسع ما يكون، والغريب في الأمر أن ذلك أصبح يورّث للفتيات الصغار، وطالبات المدارس ايضاً، وصدق من قال التاريخ يعيد نفسه، فالحاصل في مجتمعنا العربي أشبه ما يكون بالحال الذي كنا عليه في السبعينات تقريباً، عدا تلك الشريحة المؤمنة من أخواتنا ممن أصررن على التمسك بحجابهن الإسلامي رافضات، بل متحديات كل إغراء اجتماعي كان…
(2) ظاهرة عمل المرأة بصورة لم نعهدها من قبل، وان كنت ممن لا يرفضون أو يمانعون عمل المرأة، استجابة لقول الرسول : " النساء شقائق الرجال"، لكن الأمر تخطى حد المعقول وزيادة.
فاليوم هناك إقبال منقطع النظير على العمل من قبل نسائنا، وقطعاً أقصد خارج المنزل، حتى أن بعضهن يسافرن المسافات للوصول لمكان العمل. هذه الظاهرة أدّت لحصول العديد من التجاوزات والمحظورات. فللوصول لأماكن العمل أو الوظيفة اضطرت المرأة لاقتناء السيارة، لتصل في الوقت المناسب بعد إيصال الأطفال للحضانة طبعاً (الأم الثانية)، وابتعاداً عن أية مضايقات يمكن أن تحصل خلال سفرها بواسطة الحافلات أو المواصلات العامة.
فالمرأة مع خروجها للعمل وامتلاكها للسيارة والمال طبعاً أصبحت لديها القدرة كاملة على التمرّد ان أرادت على الزوج أو ولي الأمر وحتى المجتمع، وما فيه من عادات وتقاليد أصيلة. أصبحت المرأة تقطع المسافات لعملها لوحدها دون وجود محرم أو رفيقه/ رفيق درب، ليس هذا فحسب وانما أصبحت تستخدم السيارة متى شاءت وكيفما شاءت ووقتما شاءت.
إن عمل المرأة ان حصل في ظروف مواتيه، وغير مخالفة للشرع وبعيداً عن الاختلاط أمر طيب، خاصة من يعملن كمدرسات وطبيبات نساء ومربيات، لكن أن يصل حد مقارعة الرجال، ونظر المرأة للعمل وكأنه أهم من المنزل وتربية الأطفال، فهذا أمر لا يُطاق.
إن الأمر ان استمر على حاله، فلا شك أنه سيؤدي لازدياد حالات الطلاق وقد حصل والعنوسة وقد حصل والشذود وهذا موجود وفق إحصائيات ودراسات علمية موثقة. عمل المرأة، يا سادة يا كرام، كان ولا يزال أحد أسباب ارتفاع نسبة البطالة في المجتمعات، وهذا ايضاً ملموس في مجتمعنا نحن، فكثير من نسائنا لا يعملن لتحسين وضع العائلة المادي وان كان مثل ذلك، غير ان الكثيرات يعملن لاقتناء الكماليات ومجارات الموضة ولشراء سيارة كما هو عند السيدة الجارة.
(3) الانفلات السلوكي والأخلاقي، فظاهرة الانحلال تزداد من يوم ليوم ومزاحمة النساء الرجال في ازدياد مضطرد، وكأن نساء مجتمعنا قد فككن أنفسهن من عقال كن مربوطات فيه، الى فسحة من الحرية افتقدنها، فكشفن عما أخفاه الزمن، وقل الحياء الذي هو أساساً زينة المرأة الا ما رحم ربي.
المرأة العربية اليوم أخذت تزاحم الرجل في كل الميادين حتى في التجارة وسوق العمل، ويا ليت ذلك يحصل في ظل محافظة المرأة على أنوثتها وكرامتها وحسب الأصول، ولكن موانع كثيرة أضحت في خبر كان، واستبدلت بأخرى دخيلة مغلفة بغطاء وطلاء كتب عليه ماركة عربية.
مؤثرات أجنبية ودخيلة علينا لعبت دوراً في الانفلات السلوكي والأخلاقي هذا، والتمرد على الواقع والعادات والتقاليد، غذت وأذكت روح التمرد المذكور ورفض الواقع، مستغلة ما عليه المرأة العربية من مخلفات الماضي وظلم الحاضر…
فما نراه ويراه الجميع من تبرج وميوعه وقلة أدب في أسواقنا ومؤسساتنا التربوية والتعليمية والتجارية، وما نشاهده عبر الشاشة الصغيرة وصفحات صحفنا المحلية، خير دليل على المستوى غير الحميد الذي وصلته المرأة العربية.
لكن الشيء المضحك المبكي في نفس الوقت تلك النظرة، وأولئك الناس الناظرين الى ما يحصل على أنه خطوة صحية وصحيحة وفي الاتجاه السليم لرفع مستوى مجتمعنا ورفعته ووصوله أو لحاقه بركب المجتمعات المتحضرة.
هذا غيض من فيض، لكن الأمر ليس مرتبطاً بالمرأة وحدها، فلم تكن هي في يوم من الأيام السبب الوحيد فيما وصلته من تأخر ورجعية أو العكس، وإنما هناك متغيرات عدة ومؤثرات كثيرة ساعدت وغذت هذه النزعة، التي أفقدت كثيراً من نسائنا عنصر الأنوثة عندهن منها:
1. الغزو الثقافي الأجنبي، الذي غزا المرأة باللباس الفاضح والموضة المسعورة، إضافة لغزو عقلها بالأفكار الداعية للمساواة مع الرجل بدعوى كون مجتمعاتنا العربية ذكورية .
2. ضعف الوازع الديني لدى نسائنا (البعض) الأمر الذي جعلهن يسقطن وبسرعة في شباك الغير.
3. الثورة الهائلة للإعلام، ومنها: الفضائيات والهواتف النقالة والصحف والانترنت.
4. ظلم المجتمع وبالذات تردي الأوضاع الاقتصادية واضطرار المرأة للخروج للعمل.
5. ضعف الرجال، القوامون على النساء، وفساد حالهم وانشغالهم إما بأنفسهم أو بجمع المال واقتناء السيارات وفتح المحال التجارية وبناء العمارات والسفر للخارج، وقلة تواجدهم في المنازل لملْءِ ما ينتج من فراغ داخل البيت والأسرة.
6. ظاهرة العولمة التي ألقت بظلالها على الأمم والشعوب في مشارق الأرض ومغاربها.
7. تشرذم وانقسام الصف الإسلامي، الذي استخدمه الكثير كقميص عثمان كلما وقع في مطب أو فتنة في هذه الحياة.
إننا وبدون شك، في أمس الحاجة لإصلاح نسائنا وأنفسنا، عملاً على إصلاح مجتمعنا، وقد دب الفساد فيه وأصبح أبناؤه وبناته فريسة سائغة ورخيصة للموضة والتسيب والانحلال !!! . | |
|
الدكتورة محبة الخير المشرفة العامة
المزاج : المهنة : الهواية : البلد : الولاية أو البلدية : باتنة عدد الرسائل : 366 العمــــر : 45 المستوى الدراسي : دكتورة الإهتمامات : المطالعة نقاط القوة: : 7042
| موضوع: رد: المرأة العربية على مفترق طرق!! الأحد 05 يوليو 2009, 19:24 | |
| | |
|