المشرفة صحبة الأخيار مشرفة
المزاج : المهنة : الهواية : البلد : الولاية أو البلدية : عين الدفلى عدد الرسائل : 361 العمــــر : 51 المستوى الدراسي : ليسانس علم النفس الإهتمامات : الحجامة والرقية الشرعية والمواضيع الاسلامية نقاط القوة: : 5453
| موضوع: الطفل الكذاب...كيف نتعامل معه? الأربعاء 20 فبراير 2013, 12:42 | |
| الطفل الكذاب...كيف نتعامل معه?
أحد أسباب اقدامه عليه ترسيخ هويتة بقلم - جانيت ليمان: تعندما نضبط الطفل وهو يكذب, نشعر بالألم والغضب والإحباط, ولكن حقيقة الأمر تقول إن الكذب أمر طبيعي, صحيح انه خطأ لكنه طبيعي, من منا لم يكذب بدرجة ما? حتى الكبار يعتمدون على الكذب في حياتهم اليومية, فكر ماذا قلت لشرطي المرور عندما ضبطك مسرعاً, ونلجأ في مثل هذه المواقف للتهوين من شأن ما ارتكبناه, وهو ما لا يخرج عن دائرة الكذب بشكل ما. أعتقد ان الكذب مشكلة أو بالأحرى مهارة خطأ لحل المشكلات, ودورنا كأولياء أمور أن نعلم أطفالنا كيف يحلون المشكلات بأسلوب بناء وليس بالطريقة الخطأ.
لماذا يكذب الطفل? هناك أسباب عدة لهذه الظاهرة: تأكيد الهوية: أحد الأسباب التي يلجأ فيها الطفل للكذب هي ترسيخ هويته واتصاله بأقرانه, حتى لو كانت هذه الهوية مبنية على زيف وكذب, وقد يكون الكذب استجابة للضغوط التي يوجهها الأقران, فقد يبالغ الطفل ويكذب مع أقرانه ويقول عن أشياء فعلها بينما لم يفعلها في الحقيقة وذلك حتى يثير انتباه وإعجاب الآخرين.
الانفصال عن الوالدين: قد يلجأ المراهق أحياناً إلى الكذب كي يحتفظ بأجزاء من حياته بعيداً عن رقابة والديه, أو لكي يفلت من هذه الرقابة, وأحياناً يلجأ المراهق للأكاذيب الصغيرة حول أشياء لا يبدو لها أهمية, ومن الأسباب الأخرى التي تجعل الأطفال يكذبون وجود رقابة صارمة من الأهل, وقواعد متزمتة مفروضة في المنزل. لنقل ان ابنتك (16 سنة) لا يسمح لها بوضع ماكياج على وجهها, ومع هذا ترى كل صديقاتها يضعن الماكياج, فهناك احتمال بأن تغامر بوضع الماكياج خارج المنزل, ويصبح الكذب لديها وسيلة إقناع بأنها تتصرف وفق القواعد والضوابط, وانه لا غبار على تصرفاتها. جذب الانتباه: ما الفارق بين الطفل الصغير الذي يقول: »ماما.. لقد رأيت سانتا كلوز يطير بالقرب من النافذة« وبين المراهق الذي يقول: »لقد أكملت الواجب المدرسي? وهذا لم يحدث, هنا يمكن القول إن الطفل الصغير لا يكذب وإنما يؤلف قصصاً خلال »اللعب الخيالي« أو لعب »هل تصدق?« وبالتالي لا يعتبر ذلك كذباً بقدر ما هو استغراق في الخيال, ومحاولة لفهم العالم من حوله. تجنب إيذاء مشاعر الآخرين: يتعلم الناس خلال مسيرة الحياة تقليل الأمور المزعجة, والتهوين من شأن الأخبار غير السارة حتى لا يؤذوا مشاعر الآخرين, فبدلاً من القول: لقد أسأت اختيار هذا الفستان نقول: هل هذه النوعية من الفساتين هي الموضة العصرية الآن? لكن الأطفال لا يتمتعون بهذه المهارات العقلية المركبة مثل الكبار, لذلك يسهل عليهم الكذب, ويكون الكذب هنا أول خطوة يتعلم منها الطفل كيف يهون من أمر ما, أو يخفف صدمة خبر مؤلم, ونحن نعلم أبناءنا الكذب أو عدم قول الحقيقية حتى لا نؤذي مشاعر الآخرين, خذ مثلاً لذلك: عندما نقول للطفل: قل لجدتك ان هديتها لك رائعة, حتى لو لم تعجبك, ويكون لدينا سبباً تبريرياً جاهزاً عندما نستطرد قائلين: لا يصح أن نؤذي مشاعر جدتك فإننا عندئذ نعلم أبناءنا كيف يغيرون ويبدلون الحقائق. تجنب المتاعب: معظم الأطفال يكذبون تجنباً للوقوع في المتاعب, ربما كسروا قواعد النظام في البيت أو في المدرسة, أو لم يفعلوا شيئاً كان ينبغي عليهم عمله, وبدلاً من تحمل عواقب هذا العمل يكذب الطفل لتجنب المتاعب. القول إن الطفل يلجأ إلى الكذب لأنه لا يعرف كيف يتعامل مع مشكلة ما أو موقف يحتاج إلى حل, وبعبارة أخرى يكون الكذب هنا »مهارة للنجاة«. على الوالدين الانتباه للكذب الذي يتضمن خرقاً للقانون أو يسبب لهم التهديد وعدم الأمان, مثل الكذب حول التدخين أو المخدرات أو الجنس أو أي نشاط عدواني, كما ينبغي التفرقة بين أنواع الكذب المختلفة, والجزء المهم المطلوب من ولي الأمر أن يتعامل مع السلوك الذي يقف وراء الكذب, وألا نأخذ الأمر بشكل شخصي لأن الطفل قد يمارس الكذب تجنباً لأن يؤذي مشاعرنا. لا تنفعل بشكل مبالغ فيه يودي بك إلى نسيان أصل المشكلة, مثال ذلك عندما يقول لك الطفل: »لقد أنهيت واجباتي المدرسية!« وتكون الحقيقة انه لم يفعل شيئاً, فليس مجدياً ان تصيح فيه غاضباً: كيف جرؤت على أن تكذب عليَّ?! كيف نواجه الكذب? إذا كان الطفل قد أدمن الكذب, أو انه يكذب في أمور تشكل خطراً أو سلوكاً ينذر بسوء العاقبة, فعلينا أن نتدخل هنا بشكل مخطط وبأسلوب الحوار المنظم, على أن نضع في اعتبارنا الأمور الآتية: - التخطيط المسبق: خطط لأسلوب الحوار الذي ستتبعه مع الابن الكذاب, ويفضل ان يكون كلا من الأب والأم معاً, وان يتفقا مسبقاً على ما سيقال, وكيف يكون التصرف العاطفي, وأن يتم الحوار بشكل حيادي وبلا انفعالات بقدر الإمكان, وان نتحدث عن العواقب ونتائج سلوك الكذب وبأسلوب منطقي غير منفر. - بعيداً عن المحاضرات والوعظ: في حالات الكذب قد لا تجدي المحاضرات نفعاً, فربما سمع الطفل أمثال هذه المحاضرات مراراً وتكراراً حتى فقدت تأثيرها. - تجنب الرسائل المعقدة: كن بسيطاً ومركزاً في عباراتك حول سلوك الطفل, واطلب من طفلك أن يقول لك ما الظروف التي جعلته يكذب (لاحظ انك لا تبحث عن عذر للكذب, لكنك تريد تحديد المشكلة التي يعانيها الطفل ويحاول اللجوء للكذب ليحل هذه المشكلة, كن مباشراً ويجب ان يكون التدخل سريعاً ومحدداً. - اترك الباب مفتوحاً: اطلب من الطفل ان يحكي لك كل شيء بصراحة وصدق, لكن قد لا يكون مستعداً للكلام والبوح بكل ما يؤرقه, اعطه الفرصة, وكن محايداً عند هذه المرحلة, وليبق الباب مفتوحاً لكي تسمع من طفلك أو من المراهق المشكلة التي يعاني منها, المهم ان توجد الأجواء التي تشجع الابن على الكلام وتفسير الحدث
| |
|